إسحاق بن حنين

830-910 م

 

أبو يعقوب إسحاق بن حنين بن إسحاق العبادي طبيب عربي مشهور؛ كان أوحد عصره في علم الطب، وكان يلحق بأبيه في النقل، وفي معرفته باللغات وفصاحته فيها. وكان يعرب كتب الحكمة المكتوبة باليونانية إلى اللغة العربية كما كان يفعل أبوه، إلا أن الذي يوجد من تعريبه في كتب الحكمة من كلام أرسطاطاليس وغيره أكثر مما يوجد من تعريبه لكتب الطب، وكان قد خدم من الخلفاء والرؤساء من خدمه أبوه، ثم انقطع إلى القاسم بن عبيد الله وزير الإمام المعتضد بالله، واختص به.

ينتمي إسحاق بن حنين لقبيلة عباد العربية النصرانية. اعتنق الإسلام في آخر حياته. وقد قال عنه البيهقي: «كان إسحاق بن حنين من ندماء المكتفي (289 ـ 295)، وقد حسن إسلامه، وأشركه المكتفي في أخذ البيعة لابنه مع وزيره العباس بن الحسن». أصيب آخر أيامه بالشلل (الفالج) وتوفي في أيام الخليفة المقتدر بالله.

يعد ابن حنين أول مؤرخ عربي وضع كتاباً مخصصاً لتراجم الأطباء منذ أقدم العصور، وينتهي الكتاب بتراجم لأطباء عصره.

أهم تراجم حنين بن اسحق:

•           ترجمة كتاب "الأصول" و"المعطيات" لإقليدس.

•           ترجمة كتاب "في كتب أبقراط الصحيحة وغير الصحيحة" لجالينوس. وقد ترجمه عن السريانية.

•           ترجمة كتاب "الكرة والأسطوانة" لأرخميدس.

•           ترجمة كتاب "السفسطائي" لأفلاطون.2

مؤلفاته:

•           تاريخ الأطباء والحكماء.

•           كتاب الأدوية المفردة.

•           كناش الخف كتاب ذكر فيه ابتداء صناعة الطب وأسماء جماعة من الحكماء والأطباء.

•           كتاب الأدوية الموجودة بكل مكان.

•           كتاب إصلاح الأدوية المسهلة.

•           اختصار كتاب إقليدس.

•           كتاب المقولات.

•           كتاب إيساغوجي وهو المدخل إلى صناعة المنطق.

•           إصلاح جوامع الإسكندرانيين لشرح جالينوس لكتاب الفصول لأبقراط.

•           كتاب في النبض على جهة التقسيم.

•           مقالة في الأشياء التي تفيد الصحة والحفظ وتمنع من النسيان ألفها لعبد اللّه بن شمعون.

•           كتاب في الأدوية المفردة.

•           كتاب صنعة العلاج بالحديد.

•           كتاب آداب الفلاسفة ونوادرهم مقالة في التوح

ورد في وفيات الأعيان لابن خلكان:

" هو أبو يعقوب إسحاق بن حنين بن إسحاق العبادي، الطبيب المشهور؛ كان أوحد عصره في علم الطب، وكان يلحق بأبيه في النقل، وفي معرفته باللغات وفصاحته فيها. وكان يعرب كتب الحكة التي بلغة اليونانيين إلى اللغة العربية كما كان يفعل أبوه، إلا أن الذي يوجد من تعريبه في كتب الحكمة من كلام أرسطاطاليس وغيره أكثر مما يوجد من تعريبه لكتب الطب، وكان قد خدم من الخلفاء والرؤساء من خدمه أبوه، ثم انقطع إلى القاسم بن عبيد الله وزير الإمام المعتضد بالله، واختص به، حتى إن الوزير المذكور كان يطلعه على أسراره، ويفضي إليه بما يكتمه عن غيره.

وذكر ابن بطلان في كتاب دعوة الأطباء أن الوزير المذكور بلغه ان إسحاق المذكور استعمل دواء مسهلاً، فأحب مداعبته، فكتب إليه:

أبن لي كيف أمسيت                       وما كان من الحـال

وكم سارت بك الناق                       ة نحو المنزل الخالي

فكتب إليه جوابه:

بخير بت مسروراً                       رخي البال والحال

فأما السير والنـاق                       ة والمرتبع الخالي

فإجلالك أنسـانـي                       ه ياغاية آمـالـي

وكنت قد وقفت في كتاب الكنايات على مثل هذه القضية، فذكر أن الأول كتب البيتين الأولين وأن الثاني كتب الجواب:

كتبت إليك والنـعـلان مـا إن                       أقلهما من المشي الـعـنـيف

فإن رمت الجواب إلي فاكتـب                       على العنوان يوصل في الكنيف

وله ولأبيه المصنفات المفيدة في الطب - وسيأتي ذكر أبيه إن شاء الله تعالى - ولحقه الفالج في آخر عمره.

وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين، وقيل: تسع وتسعين ومائتين.

والعبادي - بكسر العين المهملة وفتح الباء الموحدة وبعد اللف دال مهملة - هذه النسبة إلى عباد الحيرة، وهم عدة بطون من قبائل شتى نزلوا الحيرة وكانوا نصارى ينسب إليهم خلق كثير، منهم عدي بن زيد العبادي الشاعر المشهور وغيره، قال الثعلبي في تفسيره في سورة المؤمنين في قوله تعالى فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون أي مطيعون متذللون، والعرب تسمي كل من دان الملك عابدا له، ومن ذلك قيل لأهل الحيرة العباد، لأنهم كانو أهل طاعة لملوك العجم.

والحيرة - بكسر الحاء المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الراء وبعدها هاء - وهي مدينة قديمة كانت لبني المنذر ومن تقدمهم من ملوك العرب مثل عمرو بن عدي اللخمي، وهو جد بني المنذر ومن بعده من أبنائه، وكانت من قبل عمرو لخاله الأبرش الأزدي صااحب الزباء، وخربت الحيرة، وبنيت الكوفة في الإسلام على ظهرها في سنة سبع عشرة للهجرة، بناها عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - على يد سعد بن ابي وقاص، رضي الله عنه".

وورد في كتاب "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" لابن أبي أصيبعة:

"هو أبو يعقوب إسحاق بن حنين بن إسحاق العبادي، كان يلحق بأبيه في النقل وفي معرفته باللغات وفصاحته فيها، إلا أن نقله للكتب الطبية قليل جداً بالنسبة إلى ما يوجد من كثرة نقله من كتب أرسطوطاليس في الحكمة وشروحها إلى لغة العرب، وكان إسحاق قد خدم من خدم أبوه من الخلفاء والرؤساء، وكان منقطعاً إلى القاسم ابن عبيد اللّه وخصيصاً به، ومتقدماً عنده يفضي إليه بأسراره، ولإسحاق حكايات مستظرفة وأشعار، قال إسحاق بن حنين شكا إلي رجل علة في أحشائه فأعطيته معجوناً وقلت له تناوله سحراً وعرفني خبرك بالعشي فجاءني غلامه برقعة من عنده فقرأتها، وإذا فيها يا سيدي تناولت الدواء واختلفت، لا عدمتك، عشرة مجالس أحمر مثل الريق في اللزوجة، وأخضر مثل السلق في البقلية، ووجدت بعده مغساً في رأسي وهوساً في سرتي، فرأيك في إنكار ذلك على الطبيعة بما تراه إن شاء اللّه، قال فتعجبت منه وقلت ليس للأحمق إلا جواب يليق بق، وكتبت إليه فهمت رقعتك وأنا أتقدم إلى الطبيعة بما تحب، وأنفذ إليك الجواب إذا التقينا والسلام، ولحق إسحاق في آخر عمره الفالج، وبه مات، وتوفي ببغداد في أيام المقْتدر باللّه، وذلك في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين ومائتين، ومن كلام إسحاق قال قليل الراح صديق الروح؛ وكثيرها عدو الجسم، ومن شعره

أنا ابن الذين استودع الطب                       فيهم وسُمُّوا به طفل وكهل

ويافع يبصرني أرستطَاليس بارعاً يقوّم مني منطق لا يُدافع وبقراط في تفصيل ما أثبت الألى لنا الضر والأسقام طب مضارع وما زال جالينوس يشفي صدورنا لما اختلفت فيه علينا الطبائع ويحيى بن ماسويه وأهرن قبله لهم كتب للناس فيها منافع رأى أنه في الطب نيلت فلم يكن لنا راحة من حفظها وأصابع ونقلت من خط ابن بطلان في رسالته المعروفة بدعوة الأطباء أن القاسم بن عبيد اللّه وزير المعتضد باللّه بلغه أن أبا إسحاق قد شرب دواء مسهلاً فأحب مداعبته، وكان صديقاً له فكتب إليه

أبـنْ لـي كـــيف أمـــســـيت                        وكـم كـان مـــن الـــحـــال

وكم سارت بك الناقة                       نحو المنزل الخالي

  فكتب إليه إسحاق بن حنين:

بخير كنت مسروراً                       رضي الحال والبال

فأما السير والنـاقة                       والمرتبع الخالـي

فإجلالُك أنسـانِـيه                       يا غـاية آمـالـي

ولإسحاق بن حنين من الكتب كتاب الأدوية المفردة، كناش لطيف، ويعرف بكناش الخف، كتاب ذكر فيه ابتداء صناعة الطب وأسماء جماعة من الحكماء والأطباء، كتاب الأدوية الموجودة بكل مكان، كتاب إصلاح الأدوية المسهلة، اختصار كتاب إقليدس، كتاب المقولات، كتاب إيساغوجي، وهو المدخل إلى صناعة المنطق، إصلاح جوامع الإسكندرانيين لشرح جالينوس لكتاب الفصول لأبقراط، كتاب في النبض على جهة التقسيم، مقالة في الأشياء التي تفيد الصحة والحفظ، وتمنع من النسيان ألفها لعبد اللّه بن شمعون، كتاب في الأدوية المفردة، كتاب صنعة العلاج بالحديد، كتاب آداب الفلاسفة ونوادرهم، مقالة في التوحيد.  

 



المعتضد
البيهقي
جالينوس