أأطْلالُ دارٍ مِنْ سُعَادَ بيَلْبَنِ |
وقفتُ بها وحشاً كأنْ لم تدمَّنِ |
إلى تَلَعَاتِ الخُرْجِ غيّرَ رَسْمَها |
هَمَائِمُ هَطَّالٍ من الدَّلْوِ مُدْجِنِ |
عرفتُ لسُعدى بعدَ عشرينَ حجَّة ً |
بها درسُ نؤيٍ في المحلّة ِ منحنِ |
قَديمٌ كَوَقْفِ العاجِ ثُبِّتَ حَوْلهُ |
مَغازِرُ أوْتَادٍ برَضْمٍ موضَّنِ |
فَلاَ تُذكِرَاهُ الحَاجِبيَّة إنَّهُ |
مَتَى تُذْكِرَاهُ الحَاجِبيَّة َ يَحْزنِ |
تراها إذا استقبلتها محزئلَّة ً |
على ثفنٍ منها دوامٍ مسفَّنِ |
كأنَّ قتودَ الرَّحلِ منها تبينُها |
قرونٌ تحنَّتْ في جماجمِ أبدُنِ |
كأن خليفَيْ زَوْرِها وَرَحاهُمَا |
بُنَى مَكَوَينِ ثُلِمّا بعدَ صيدَنِ |
إلى ابنِ أبي العَاصِي بدَوَّة َ أرْقَلَتْ |
وبالسّفحِ من ذَاتِ الرُّبَى فوْقَ مُظعِنِ |
بشُعْثٍ عليها، غَيّرَ السيرُ منهُمُ |
صفاءَ وُجُوه وَهْيَ لم تتشنّنِ |
إذا ذرَّ قرنُ الشَّمسِ مالتْ طلاهم |
عليها وألْقَوْا كلَّ سوطٍ وَمِحجَنِ |
كأنَّهمُ كانوا من النَّومِ عاقروا |
بليلٍ خراطيمَ السُّلافِ المسخَّنِ |
إلى خَيْرِ أَحْيَاءِ البَريّة ِ كلِّهَا |
لذي رحمٍ أوْ خلّة ٍ متأسِّنِ |
لَهُ عَهْدُ وُدّ لم يُكدَّرْ يَزينُهُ |
رَدَى قَوْلِ معروفٍ حديثٍ ومزْمنِ |
وليسَ امرؤٌ من لم ينلْ ذاكَ كامرئٍ |
بَدَا نُصْحُهُ فاسْتَوْجَبَ الرِّفد مُحسِنِ |
فإنْ لَمْ تَكُنْ بالشّأمِ دارِي مُقيمة ً |
فإنَّ بأجنادين منّي ومسكنِ |
مَنَازِلَ لمْ يعْفُ التّنائي قديمَها |
وأُخْرَى بميّافَارِقِينَ فمَوْزَنِ |
إذا النَّبْلُ في نَحْرِ الكُمَيتِ كأنّها |
شَوارعُ دَبْرٍ في حُشافة ِ مُدْهُنِ |
وَأَنْتَ كَرِيمٌ بينَ بيتي أمَانَة ٌ |
بعلياءِ مجدٍ قُدِّمَتْ لَكَ فابتنِ |
مصانعَ عزَّ ليس بالتُّربِ شرِّفتْ |
ولكِنْ بِصُمّ السّمْهريّ المُعرَّنِ |
وقدْ علمتْ قدماً أميّة ُ أنَّكمْ |
من الحيّ مأوى الخائفِ المتحصّنِ |
وإنْ تَقْصُرِ الدَّعوى إلى الرَّهْطِ قَصْرَة ً |
فإنّكَ ذو فضل على الحقِّ بيِّنِ |
بحقّك إنْ تَنْطُقْ تَقُلْ غيرَ مُهْجِرٍ |
صواباً وإنْ يخفُفْ حصى القوم ترزُنِ |
بَهَالِيلُ مَعْرُوفٌ لكم أن تفضَّلوا |
وأنْ تحفظوا الأَحْسَابَ في كلّ موطنِ |
بِصَبْرٍ وإبْقَاءٍ عَلَى جُلّ قومِكُمْ |
عَلَى كُلِّ حَالٍ بالأُنا والتحنّنِ |
ولينٍ لهمْ حتّى كأنَّ صدورَهمْ |
من الحلمِ كانتْ عزّة ً لم تخشَّنِ |
وأنتَ فلا تُفقَدْ ولا زَالَ مِنْكُمُ |
إمامٌ يحيّا في حجابٍ مسدَّنِ |
أشمُّ من الغادينَ في كلِّ حلَّة ٍ |
يَمِيسُون في صِبْغٍ من العَصْب متقَنِ |
لهمْ أزُرٌ حمرُ الحواشي يطونَها |
بأقْدامهِمْ في الحَضْرَميّ المُلسَّنِ |