جمال عبد الناصر

1918- 1970م
ولد جمال عبد الناصر في مدينة أسيوط بمصر ودرس في كل من الإسكندرية والقاهرة. التحق بالكلية الحربية عام 1937 ورُقّي إلى رتبة ضابط في عام 1939. عمل بسلاح المشاة في أسيوط ثم في الإسكندرية. عُيِّن مدرّساً في الكلية الحربية ثم بكلية الأركان. شارك في حرب فلسطين عام1948. بدأ يخطط للثورة ضد الفساد، فشرع بتنظيم جماعة الضباط الأحرار الذين قاموا بالثورة في 23 تموز/يوليو سنة 1952.

 

في عام 1954 عُيّن رئيساً للوزراء وكان قد عُيّن قبل ذلك بسنةٍ وزيراً للداخلية ونائباً لرئيس الوزراء.

 

أجلى القوات البريطانية عن قناة السويس بعد استعمار دام ثلاثة أرباع قرن. وفي عام 1956، أمّم القناة على إثر انسحاب البنك الدولي وأمريكا وإنكلترا من تمويل بناء السدّ العالي. وفي العام نفسه، وقف عبد الناصر في وجه العدوان الثلاثي الفرنسي-الإنكليزي-الإسرائيلي الذي شنّوه على مصر كردّ فعل على تأمين القناة.

 

تكرّست زعامة الرئيس عبد الناصر بعد صدور قرار من هيئة الأمم المتحدة يقضي بانسحاب الجيوش المعتدية.

 

في فبراير/شباط سنة 1985 قامت وحدة بين مصر وسوريا ثم قام اتحاد فيدرالي بين الجمهورية الجديدة واليمن. وفي عام 1963م وقّع ميثاق الوحدة بين العراق وسوريا ومصر. وفي عام 1961م، أصدر قرارات إشتراكية جديدة، أنزلت الحد الأعلى للمُلكية الزراعية إلى مائة فدّان وأمّمت المؤسسات الكبيرة وتنصّلت مصر من كل الإتّفاقات السابقة وخاصة مع إنكلترا وفرنسا؛ ونال الفلاحون والعمال مزايا خاصة. وفي مايو/أيار سنة 1962م صدر ميثاق الثّورة الذي أقرّه المؤتمر الوطني لقوى الشعب العاملة وفيه تحديد واضح للإيديولوجية الثورية ولدور الشعب سياسياً وإجتماعياً.

 

ساند عبد الناصر ثورة الجزائر ما بين سنة 1954 و1961 على الإستعمار الفرنسي، كما ساند ثورة اليمن على حكم الأئمّة سنة 1962.

 

بعد هزيمة حزيران 1967 قام تقاربٌ مصري-سوداني ومصري-ليبي بعد أن تسلّم كل من العقيد القذّافي الحكم في ليبيا وتسلّم جعفر النّميري الحكم في السودان. دعم الرّئيس جمال عبد الناصر هاتين الثورتين وقام بزيارة كل من ليبيا والسودان. وتفاءلت الجماهير العربية بهذا التقارب الذي أحيا الأمل في نفوس كثير من العرب بانبثاق فجرٍ جديدٍ من التعاون.

 

في سنة 1970 اشتعلت في الأردن فتنةٌ كبيرةٌ داميةٌ بين منظّمة التحرير الفلسطينية والجيش الأردني، مما استدعى عقد مؤتمر قمة عربي. فقطع الرئيس عبد الناصر إجازته التي كان الأطباء قد نصحوه بقضائها في مصيف مرسي مطروح الهادئ. وتوافد الملوك والرؤساء العرب إلى القاهرة لدارسة الوضع ما بين 22/28 أيلول/ سبتمبر. أوفد المؤتمر لجنة برئاسة جعفر النميري لإجراء المصالحة بين الفريقين. وبعد فشل هذه المحاولة، طلب الملك حسين الحضور إلى القاهرة للمشاركة في أعمال المؤتمر؛ وبعد جهود مضنية بذلها عبد الناصر، تمّ وضع صيغة اتفاق القاهرة لحلّ الأزمة. التقط العرب أنفاسهم بعد هذه الأيام العصيبة، وظهر أثر ذلك الإرتياح على الرّئيس جمال عبد الناصر؛ إلا أنه لم يدم طويلاً، فقد اكتشف الأطباء وقوع أزمة قلبية حادة للرئيس عبد الناصر، نتيجة الجُهد المضني المتواصل الذي بذله، والتي أسلم على أثرها الرئيس روحه لربه بعد ساعات قليلة.

 

قوبل موت الرئيس عبد الناصر بألمٍ وحزنٍ عميقين في كل أنحاء الوطن العربي وفي العالم الإسلامي وفي العالم أجمع. لما كان يتمتع به من خصالٍ كريمةٍ وحكمةٍ سياسيةٍ عاليةٍ، وخصوصاً توجهه وعمله الدّؤوب من أجل إقامة الوحدة العربية الشاملة التي طالما حلم بها وعمل من أجلها ومات بسببها.

  

 



اليمن
الجزائر