ذرفت عيني دموعاً |
من رسومٍ بحفير |
مُوحِشاتٍ طامِساتٍ |
مثل آيات الزبور |
غَيّرتْها في سُفورٍ |
مر أيام الدهور |
جادها كل ملث |
ذي أهاضيب مطير |
وإذا النكباء هاجت |
لَعِبَتْ فيها بِمُورِ |
وجنوبٌ وشمالٌ |
وصَباً بعدَ الدَّبورِ |
قد أذاعتْ بِرسومٍ |
لا تَبينُ لبصيرِ |
غير بالٍ ناحلٍ في الد |
ار كالجذل القصير |
وأوراي ونؤي |
ومطايا للقُدورِ |
نصفها سودٌ ونصفٌ |
ضَبَّحتْهُ بِسَعيرِ |
فهي كالأظآر حنت |
حول بو وكسير |
بدل الربع وحوشاً |
من كبيرٍ وصَغيرِ |
من نعاجٍ وظباءٍ |
ونَعامٍ وحميرِ |
آبداتٍ رائداتٍ |
راتعاتٍ في غميرِ |
ذاكَ من بعدِ حِلالٍ |
وأَنيسٍ وعُمورِ |
وهجانٍ وقيانٍ |
وقبابٍ كالقصور |
وخيولٍ أرناتٍ |
من إناثٍ وذكور |
ذي تليلٍ وفصوصٍ |
سلطاتٍ كالفهور |
وسماحيج سراعٍ |
مثلَ عُقْبانٍ كُسُورِ |
قد دعاها جُنْحُ لَيْلٍ |
حين قضت لوكور |
وقنا الخطي لدنٌ |
معهم حد كثير |
ودروعٍ وسيوفٍ |
كل عضبٍ كالغدير |
وحسانٍ آنساتٍ |
وعذارى في خدور |
قاصِراتٌ ناعِماتٌ |
في نعيمٍ وسرور |
جاعلاتٌ كل بابٍ |
ذي ستورٍ من حرير |
موثقاتٌٍ كل رأيٍ |
بعيون الغر حور |
وفروع كالمثاني |
زانَها حُسْنُ جَميرِ |
وأنوفٍ وخدودٍ |
ولِثاتٍ كالثُّغورِ |
رائِعاتٍ واضحاتٍ |
كالأقاحيِّ المُنيرِ |
وبأعْناقٍ حِسانٍ |
وثُدِيٍّ ونُحورِ |
وخلاخيلَ مِلاءٍ |
ودماليجَ وسُورِ |
وبوشح قلقاتٍ |
في بطونٍ وظهور |
وبِأَعْجازٍ كَرَمْلٍ |
مثقلاتٍ وخصور |
لي سمن يذكر هذا |
يا لَقومٍ بِصَبورِ |
وكهولٍ قد أراهم |
كخضاريم البحور |
ورِجالٍ لم يَشيبوا |
وشبابٍ كالسقور |
فإذا نادى المنادي : |
أين أيسار الجزور ؟ |
طار منهم كل خرقٍ |
بخميسٍ أو عشير |
ثُمَّ لا تسألْ بِعيرٍ |
أبداً من بعد عير |
كل وجناء وشهمٍ |
عوهج ضخم الكسور |
فإذا تحدو اجرهَدَّتْ |
وتعالَتْ بصدورِ |
ممعنات دالحاتٍ |
دالفاتٍ بخمور |
في زقاقٍ كل جحليـ |
ـنِ أضرّا ببعيرِ |
مجلخداتٍ ملاءٍ |
بَطَّنوهُنَّ بِقيرِ |
فإذا صِرْتَ إليهم |
صرت في خير مصير |
عند شبانٍ وشيبٍ |
أعملوا كأس المدير |
كم ترى فيهم وفينا |
من رئيسٍ كالأميرِ |
ذي عَطاءٍ وغَناءٍ |
مُحْسِنٍ نَسْجَ الأُمورِ |
قَائدٍ جيشاً لُهاماً |
عند حل ومسير |
لجباً يسمع رزاً |
عند طَعْنٍ وَنَفيرِ |
فإذا تندى شبابٌ |
كلُّ ميمونٍ مُغيرِ |
رَكِبوا كُلَّ عَلَنْدى |
ذي أفانين صبور |
فإذا لاقَوْا أُسوداً |
أَوْعَدتْ أُسْداً بِزيرِ |
طاعَنوا بَعْدَ رِماءٍ |
وضرابٍ بالذكور |
رب حدباء فيافٍ |
في رمالٍ ووعور |
قد تجشمت تنوفا |
تٍ قِفاراً بجَسُورِ |
خلت هرين - وقد صا |
رَتْ منيناً كالحَسيرِ |
نَهَسا القُرْبَيْنِ مِنْها |
وَهْيَ تَرْمَدُّ بِكورِ |
مثلَ ما يجري على المِحْـ |
ـوَرِ تقليبُ الدَّريرِ |
ومن الناس غني |
ذو سوامٍ وقدور |
ووسيطٌ في زماعٍ |
ذو معاشٍ وفقير |
كل باغي الخير يوماً |
راكب الهول الكبير |