أرقت وصاحباي ببعلبك |
وأَرَّقني الهُمومُ معَ التشكّي |
وهيج شوق محزونٍ عميدٍ |
خيالٌ من أميمة هاج ضحكي |
نعمت بها وقلت : عمي ظلاماً |
وإنْ أبحتِ أَوْ أزمَعْتِ تَرْكي |
تُنازعُني منَ المكتومِ سِرّاً |
وتعلم نفسها أن لست أحكي |
إذا ابتسمت بدا لك أقحوانٌ |
أصابَ ندى الدُجُنَّة ِ بَعْدَ رَكِّ |
من الخَفِراتِ خِلْتَ رُضابَ فيها |
سُلافَة َ قَرْقَفٍ شِيبتْ بِمِسْكِ |
فقلت لها : بعمرك نولينا |
رجاءَ النَّيْلِ بعد المَطْلِ مِنْكِ |
أدُمْيَة َ بِيْعَة ٍ كُسِيَتْ جَمالاً |
لَوَيْت، نَعمْ، ذَري الليّانَ عَنْكِ |
وكم من دونها من خرق تيهٍ |
ومن رملٍ ومن جبلٍ ودك |
غشيت لها رسوماً دارساتٍ |
بأَسْفَلِ لَعْلَعٍ من دونِ أُرْكِ |
تُغيّرُها الرياحُ وكلُّ غَيْثٍ |
لهُ حُبُكٌ رِواءٌ بعدَ حُبْكِ |
كأن بحجريته دفاف شربٍ |
وغيلاً ضرمت بسيوف عك |
كأنَّ سحابَهُ والبرقُ فيهِ |
يهك بهن هكاً بعد هك |
يفرغ وهو منهمرٌ قطوفٌ |
على الأطْلالِ سَفْكاً بَعْدَ سَفْكِ |
فلمّا غمَّها بالماءِ أَجْلى |
بإقلاعٍ بطيءٍ غيرِ وَشْكِ |
بها العون الأوابد ترتعيها |
وعِينٌ كالكَواكبِ غيرُ شَكِّ |
وبيضٌ قد تصيح عن رئالٍ |
كأن رؤوسها نتفت بعلك |
تراطن - وهي عجمٌ - أمهاتٍ |
وكل خفيددٍ يبري لصك |
تقولُ: أفي سوالِفها انعقادٌ |
إذا عَطَفَتْ سوالِفُها بِحَكِّ |
وقفت بها ودمع العين يجري |
تحادر لؤلؤٍ من وهي سلك |
ومن يسل الرسوم فلا تجبه |
يحن كما حننت بها ويبك |
ولست أبين إلا رسم نؤيٍ |
وأَوْرَقَ كالحَمامة ِ بَيْنَ رُمْكِ |
وبِيدٍ قد قطعتُ بِذاتِ لَوْثٍ |
ذَمولٍ كالضَّواضِئة ِ المِصَكِّ |
عُذافِرَة ٍ كأنَّ بِذِفْرَيَيْها |
كحيلاً قانئاً ومذاب لك |
وتخلط ما أصابت من قتادٍ |
ومن علقى ومن سلمٍ بلبك |
على عودٍ تعبد قبل عادٍ |
كأن متونه تسبيج شرك |
يرى عن طول ملبسه جديداً |
ويَخلُقُ إنْ عَفا كالمُرْمَئِكِّ |