حَيِّ المَنَازِلَ قَدْ تُرِكْنَ خَرَابا
|
بَيْنَ الجُرَيْرِ وَبَيْنَ رُكْن كُسَابا
|
بالثنيِ من ملكانِ غيرَ رسمها
|
مرُّ السحابِ المعقباتِ سحابا
|
وذيولُ معصفة ِ الرياحِ فرسمها
|
خَلَقٌ تُشَبِّهُهُ العُيُونُ كِتابا
|
كستِ الرياحُ جديدها من تربها
|
دُقَقاً فَأَصْبَحَتِ العِرَاصُ يَبابا
|
ولقد أراها مرة ً مأهولة ً،
|
حَسَناً نَبَاتُ مَحَلِّها مِعْشَابا
|
دارُ التي قالتْ، غداة َ لقيتها،
|
عِنْدَ الجِمارِ فَمَا عَييتُ جَوابا
|
هذا الذي باعَ الصديقَ بغيره،
|
ويريد أن أرضى بذاكَ ثوابا
|
قلتُ: اسمعي مني المقالَ، فمن يطعْ
|
بصديقهِ المتملقَ الكذابا
|
وتكنْ لديه حباله أنشوطة ٌ،
|
في غير شيء، يقطعِ الأسبابا
|
إنْ كُنْتِ حاوَلْتِ العِتَابَ لِتَعْلَمي
|
ما عِنْدَنا فَلَقَدْ أطلتِ عِتابا
|
أَوْ كَانَ ذَلِكَ لِلْبِعَادِ فَإنَّما
|
يكفيكِ ضربكِ دوننا الجلبابا
|
وأرى بوجهكِ شرقَ نورٍ بينٍ،
|
وبوجه غيرك طخية ً وضبابا
|