كأنّني بالدّيارِ قَد خَرِبَتْ،
|
وبالدّموعِ الغِزارِ قَد سُكبَتْ
|
فضَحتِ لا بل جرَحتِ، واجتحتِ يا
|
دُنْيَا رِجَالاً عَلَيْكِ قَدْ كَلِبَتْ
|
الموتُ حَقٌ والدَّارُ فانِية ٌ
|
وكُلُّ نفسٍ تجزَى بِمَا كَسَبُتْ
|
يَا لكِ منْ جيفَة ٍ معفَّنَة ٍ
|
أيّ امتِناعٍ لهَا إذا طُلِبَتْ
|
ظَلَّتْ عَلَيْها الغُوَاة ُ عاكِفَة ً
|
ومَا تُبَالِي الغُوَاة ُ مَا ركِبَتْ
|
هيَ التي لم تَزَلْ مُنَغِّصَة ً،
|
لا درَّ دَرُّ الدُّنْيَا إذَا احتلِبَتْ
|
ما كُلُّ ذِي حاجة ٍ بمدركِهَا
|
كمْ منْ يَدٍ لاَ تَنَالُ مَأ طلبَتْ
|
في النّاسِ مَنْ تَسهُلُ المَطالبُ أحْـ
|
ـياناً عَلَيهِ، ورُبّما صَعُبَتْ
|
وشرَّة ُ النَّاسِ رُبَّمَا جمحتْ
|
وشهوَة ُ النّفسِ رُبّما غَلَبَتْ
|
مَنْ لم يَسَعُهُ الكَفافُ مُقْتَنِعاً،
|
ضاقتْ عَلَيْهِ الدّنيَا بِمَا رحُبَتْ
|
وبَينَما المَرْءُ تَستَقيمُ لَهُ الـ
|
الدُّنيا علَى مَا اشتَهَى إذا انقلبَتْ
|
مَا كذبتنِي عينٌ رأَيتُ بِهَا
|
الأمواتَ والعينُ رُبَّما كذبَتْ
|
وأيّ عَيشٍ، والعَيشُ مُنقَطِعٌ؛
|
وأيّ طَعْمٍ لِلَذّة ٍ ذَهَبَتْ
|
ويحَ عقولِ المستعصمينَ بدارِ
|
الذلِّ فِي أيِّ منشبٍ نشبَتْ
|
منْ يبرِمُ الانتقاضَ مِنْهَا ومنْ
|
يُخمِدُ نيرانَها، إذا التَهَبَتْ
|
ومَنْ يُعَزّيهِ مِنْ مَصائِبِها؛
|
ومَنْ يُقيلُ الدّنْيا إذا نَكَبَتْ
|
يا رُبّ عَينٍ للشّرّ جالِبَة ٍ،
|
فتلْكَ عينٌ تُجلَى بِمَا جَلَبَتْ
|
والنَّاسُ في غفلة ٍ وقد خَلَتِ
|
الآجالُ من وقتِها واقتربتْ
|