يقول خليلي إذ أجازت حمولها عمر بن أبي ربيعة

يَقُولُ خَليلي إذْ أَجَازَتْ حُمُولُها

خَوَارِجَ مِنْ شَوْطَانَ: بِالصَّبْرِ فکظْفَرِ

فَقُلْتُ لَهُ: ما مِنْ عَزَاءٍ وَلاَ أَسًى

بِمُسْلٍ فُؤادي عَنْ هَوَاها فَأَقْصِر

وَمَا مِنْ لِقاءٍ يُرْتَجَى بَعْدَ هَذِهِ

لَنَا وَلَهُمْ دُونَ کلْتِفَافِ المُجَمَّر

فهاتِ دواءً للذي بي من الجوى ،

وإلا فدعني من ملامكَ، وعذر

تباريحَ، لا يشفي الطبيبُ الذي به،

وَلَيْسَ يُؤاتِيهِ دَواءُ المُبَشِّرِ

وَطَوْرَيْنِ طَوْراً يَائِسٌ مَنْ يَعودُهُ

وَطَوْراً يُرَى في العَيْنِ كالمُتَحَيِّرِ

صَريعُ هَوًى نَاءَتْ بِهِ شاهِقيَّة ٌ

هَضِيمُ الحَشَا حُسّانَة ُ المُتَحَسَّرِ

قطوفٌ، الوفٌ للحجالِ، غريرة ٌ،

وثيرة ُ ما تحتَ اعتقادِ المؤزر

سبتهُ بوحفٍ في العقاصِ مرجلٍ،

أثيثٍ كقنوِ النخلة ِ المتكور

وَخَدٍّ أَسِيلٍ كَالوَذِيلَة ِ نَاعِمٍ

مَتَى يَرَهُ رَاءٍ يُهِلّ وَيُسْحَرِ

وَعَيْنَيْ مَهاة ٍ في الخَمِيلَة ِ مُطْفِلٍ

مُكَحَّلَة ٍ تَبْغي مَراداً لِجُؤذَرِ

وَتَبْسِمُ عَنْ غَرٍّ شَتيتٍ نَبَاتُهُ

لَهُ أُشُرٌ كَالأُقْحُوَانِ المُنَوِّرِ

وتخطو على برديتينِ غذاهما

سوائلُ من ذي جمة ٍ متحير

مِنَ البِيضِ مِكْسَالُ الضُّحَى بُحْتُرِيَّة ٌ

ثَقَالٌ مَتَى تَنْهَضْ إلى َ الشَّيْءِ تَفْتر

فَلَمَّا عَرَفْتُ البَيْنَ مِنْها وَقَبْلَهُ

جَرَى سَانِحٌ لِلْعَائِفِ المُتَطَيِّرِ

شَكَوْتُ إلى بَكْرٍ وَقَدْ حَالَ دُونَهَا

سيفٌ، متى ينصبْ له الطرف يحسر

فَقُلْتُ أَشِرْ! قَالَ: کئْتَمِرْ أَنْتَ مُؤْيَسٌ

ولم يكبروا فوتاً، فما شئتَ فأمر

فقلتُ: انطلقْ نتبعهمُ، إنّ نظرة ً

إلَيْهِمْ شِفَاءُ لِلْفُؤادِ المُضَمَّرِ

فَرُحْنا وَقُلْنَا لِلْغُلاَمِ کقْضِ حَاجَة ً

لنا، ثمّ أدركنا، ولا تتغير

سراعاً نغمُّ الطيرَ، إن سنحتْ لنا،

وإنْ يَلْقَنا الرُّكْبَانُ لا نَتَحَيَّرِ

فلما أضاءَ الفجرُ عنا، بدا لنا

ذُرَى النَّخْلِ والقَصْرُ الَّذي دُونَ عَزْوَرِ

فقلتُ: اعتزلْ ذلَّ الطريق، فإننا

متى نرَ تعرفنا العيونُ، فنشهر

فَظِلْنا لَدَى العَصْلاءِ تَلْفَحُنا الصَّبا

وَظَلَّتْ مَطَايَانا بِغَيْرِ مُعْصَّرِ

لدنْ غدة ً، حتى تحينتُ منهمُ

رواحاً، ولانَ اليومُ للمتهجرِ

فلما أجزنا الميلَ من بطنِ رابغٍ،

بدتْ نارها قمرا للمتنور

فقلتُ: اقتربْ من سربهم تلقَ غفلة ً

مِنَ الرَّكْبِ وکلْبَسْ لِبْسَة َ المُتَنَكِّرِ

فَإنَّكَ لا تَعْبَى إلَيْهَا مُبَلِّغاً

وإنْ تلقها دون الرفاقِ، فأجدر

فقالتْ لأترابٍ لها: ابرزنَ، إنني

أَظُنُّ أَبَا الخَطَبِ مِنَّا بِمَحْضَرِ

قَرِيباً عَلَى سَمْتٍ مِنَ القَوْمِ تُتَّقَى

عُيُونُهُم مِنْ طَائِفِينَ وَسُمَّرِ

لَهُ کخْتَلَجَتْ عَيْني أَظُنُّ عَشِيَّة ً

وأقبل ظبيٌ سانحٌ كالمبشرِ

فَقُلْنَ لَهَا لاَ بَلْ تَمَنَّيْتِ مُنْيَة ً

خلوتِ بها عند الهوى والتذكر

فقالت لهنّ: امشينَ، إما نلاقهِ،

كَمَا قُلْتُ أَوْ نَشْفِ النُّفوسَ فَنُعْذِرِ

وَجِئْتُ کنْسِيَابَ الأَيْمِ في الغَيْلِ أَتَّقى کلـ

ـعُيُونَ وأُخْفي الوَطْءَ لِلْمُتَقَفِّرِ

فَلَمَّا کلْتَقَيْنا رَحَّبَتْ وَتَبَسَّمَتْ