يا صاحبيّ، أقلا اللومَ، واحتسبا |
في مستهامٍ رماه الشوقُ بالذكرِ |
ببيضة ٍ كمهاة ِ الرملِ، آنسة ٍ، |
مفتانة ِ الدلّ، ريا الخلقِ كالقمرِ |
سيفانة ٍ، فنقٍ، جمٍّ مرافقها، |
مِثْل المَهَاة ِ تُرَاعي نَاعِمَ الزَّهَرِ |
ممكورة ِ الساقِ، غرثانٍ موشحها، |
حُسّانَة ِ الجَيدِ واللَّباتِ والشَّعَرِ |
لو دبّ ذرٌّ رويداً فوق قرقرها، |
لأَثَّرَ الذَّرُّ فَوْقَ الثَّوْبِ في البَشَر |
قَالَتْ قَرِيبَة لَمّا طَالَ بي سَقَمي |
وأنكرتْ بي انتقاصَ السمع والبصر: |
يَا لَيْتَني أَفْتَدي ما قَد تَهيمُ بِهِ |
بِبَعْضِ لَحْمي وَبَعْضِ النَّقْصِ عنْ عُمُري |
قد يعلقُ القلبُ حباً، ثمّ يتركهُ |
خَوْف المَقَالِ وَخَوْفَ الكَاشِحِ الأَشرِ |
دعْ حبها، وتناسَ الحبّ تلقَ به، |
واصبر، وكن كصريع قام من سكر |
فَقُلْتُ قَوْلاً مُصيباً غَيْرَ ذي خَطَلٍ |
أَتَى بِهِ حُبُّها في فِطْنَة ِ الفِكَرِ |
سمعي وط في حليفاها على جسدي، |
فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَن سَمعي وَعَنْ بَصَري |
لو تابعاني، على أنْ لا اكلمها، |
إذاً لَقَضَّيْتُ مِنْ أَوْطارِها وَطَري |
دلّ الفؤادَ عليها بعضُ نسوتها، |
وَنَظْرَة ٌ عَرَضَتْ كَانَتْ مِنَ القَدَرِ |
وقولُ بكرٍ: ألمْ تلممْ لنسألهمْ، |
وانظرْ، فلا بأسَ بالتسليم والنظر |
لا انسَ موقفها وهناً وموقفنا، |
وتربها بترابانا على خطر |
وقولها، ودموعُ العينِ تسبقها |
في نَحْرِها: دَيْنُ هذا القَلْبِ مِنْ عُمْرِ |