لِمَنْ دِمَنٌ بِخَيْفِ مِنًى قُفورُ |
كَأَنَّ عِرَاصَ مَغْناها الزَّبورُ |
منازلُ أقفرتْ من أمّ عمروٍ، |
ولو طالَ الليالي والدهورُ |
فَلاَ يَنْسَى فُؤادُكَ أُمَّ عَمرٍو |
ولو طال الليالي والشهورُ |
أقولُ، وشفّ سجفُ القزِّ عنها: |
أشمسٌ تلكَ، أم قمرٌ منيرُ؟ |
وَيَسَّرَهَا لَنا المَيْمُونُ حَتَّى |
لَقيناها بِبَطْنِ مِنًى تَسِيرُ |
فَحَيَّتْ وکسْتَهَلَّ الدَّمْعُ مِنِّي |
لِعَبْرَتِها عَلَى خَدٍّ يَمُورُ |
فَقَالَتْ: حُلْتَ عَنْ عَهْدِي وَوُدّي |
جَدِيدٌ ما حَييتُ لَكُمْ يَسيرُ |
وطاوعتَ الوشاة َ، وزرتَ من لم |
يَزُرْكَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لي الخُتُورُ |
ولم ترعَ الوصالَ كما رعينا، |
وبانتْ منكَ لي، عمداً، أمور |
وَلَمْ تَجْزِ القُرُوضُ وَلَمْ تُثِبْها |
وأنتَ لكلّ صالحة ٍ كفور |
حَلَفْتُ لَهَا بِرَبِّ مِنًى إذا ما |
تغيبَ في عجاجتهم ثبير: |
لأَنْتُمْ حِبُّ شَيْءٍ إنْ جَلَسْنَا |
وإنْ زرنا، فأوجهُ من نزور |
فإن كنتِ البعادَ أردتِ عني، |
فقلبي عن بعادكمُ نفور |