يا صاحبيّ، قفا نقضِّ لبانة ً، |
وعلى الظعائنِ قبلَبينكما اعرضا |
لا تُعْجِلاني أن أَقُولَ بِحَاجَة ٍ |
رفقاً، فقد زودتُ داءً محرضا |
ما أنسَ الذي بذلتْ لنا |
منها على عجلِ الرحيلِ لتمرضا |
وَمَقَالَها بِکلنَّعْفِ نَعْفِ مُحَسِّرٍ |
لفتاتها: هلْ تعرفينَ المعرضا؟ |
هذا الذي أعطى مواثقَ عهده، |
حَتَّى رَضيتُ وَقُلْتِ لي لَنْ يَنْقُضا |
وزعمتِ لي أن لا يحولَ، فإنهُ |
ساعٍ طوالَ حياته لي بالرضا |
واللَّهُ يَعْلَمُ إنْ ظَفِرْتُ بِمِثْلِها |
منه ليعترفنّ ما قد أقرضا |
فَأَصَخْتُ سَمَعي نَحْوَهَا فَكَأَنَّما |
أوريتُ بين جوانحي جمرَ الغضا |
فعطفتُ راحلتي، وقلتُ لصاحبي: |
أنظر، بعمرك، نحوها أن تومضا |
قال الجري: قد أومضتْ، قلت: ائتها، |
وکحْذَرْ حريزَ مَقَالِها أَنْ يَعْرِضا |
قالتْ له: باللهِ ربكَ، قل له |
قَوْلا يُحَرِّكُهُ عَسَى أَنْ يَمْعَضا: |
حملتها وجداً، لو أمسى مثلهُ |
يوماً على جبلٍ، إذاً لتقضقضا |
وَتَنَظَّرَتْ مِنْكَ الجَزَاءَ لِوَعْدِها |
حولاً تجرمَ كله، حتى انقضى |
فأَجَبْتُهَا: إنْ قُلْتُ فاعفُوا وَکصْفَحُوا |
فأنا الذي لا عذرَ لي فيما مضى |
زعمتْ بأني قد سلوتُ، ولو درتْ |
أَنْ لَمْ أَجِدْ مِنْ حُبِّهَا مُتَعَرِّضا |
ما عدتُ أرضي الكاشحينَ بهجرها، |
أبداً، وإنْ قالَ النصيحُ وعرضا |
وأطعتُ فيها الكاشحينَ، فأكثروا |
فيها المقالة َ شامتاً، ومعرضا |
طَاوَعْتُ فيها واشِياً فَكأَنَّني |
في صرمِ ذاتِ الخالِ، كنت مغمضا |
وَسفاهَة ٌ بِکلْمَرْءِ صَرْمُ صَديقِهِ |
يُرْضِي بِهجْرَتِهِ العَدُوَّ المُبْغِضا: |
إرْجِعْ فَعَاوِدْها المَساءَ فإنَّني |
أَخْشَى مِنَ العادي بِها أَنْ يُعْرِضا |