غَشِيتُ بأذْنَابٍ المَغَمَّسِ مَنْزِلاً |
به للتي نهوى مصيفٌ ومربعُ |
مَغَانيَ أَطْلالٍ، وَنُؤياً، وَدِمْنَة ً، |
أضرّ بها وبلٌ ونكباءُ زعزعُ |
بخبتِ حلياتٍ كأنّ رسومها |
كتابُ زبورٍ في عسيبٍ مرجعُ |
فهاجَ عليكَ الشوقَ رسمٌ معطلٌ، |
أحالَ زماناً، فهو بيداءُ بلقعُ |
فإن يقوِ مغناهُ، فقد كان حقبة ً |
أَنِيساً بِهِ حُورُ المَدَامِعِ رُوَّعُ |
لَيَالي إذْ أَسْماءُ رُؤْدٌ كأَنَّها |
خليٌّ بذي المسروح أدماءُ متبع |
لَهَا رَشَأٌ تَحْنُو عَلَيْهِ بِجيدِها |
أَغَنُّ أَجَمُّ المُقْلَتَيْنِ مُوَلَّعُ |
إذا فقدتهُ ساعة ً عندَ مرتعٍ، |
تراها عليه بالبغام تفجع |
تكادُ عليه النفسُ منها مخافة ً |
عليه الذئابَ العادياتِ تقطع |
يُذكرُنَيها كُلُّ تَغريدِ قَيْنَة ٍ |
وَقُمْرِيَّة ٍ ظَلَّتْ عَلَى الأَيْكِ تَسْجَعُ |
يُجَاوِبُها ساقٌ هَتُوفٌ لَدَى الضُّحَى |
على غصنِ أيكٍ بالبكاءِ يروع |
لَقَدْ خَلَعَتْ في أَخْذها بِرَدَائِهِ |
جِهاراً وَمَا كَانَتْ بِعَهْدِي تَخْلَعُ |
وَمَدّتْ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ بِثَوْبِهِ |
نهاراً، فما يدري بها كيفَ يصنع |
يَظَلُّ إذا أَجْمَعْتُ صَرماً مُبايِناً |
دخيلٌ لها في أسودِ القلبِ يشفع |
تَذَكَّرْتُ إذْ قَالَتْ غَداة َ سُوَيْقَة ٍ |
ومقلتها من شدة ِ الوجدِ تدمع |
لأَتْرَابِها: لَيْتَ المُغِيرِيَّ إذْ دَنَتْ |
بِهِ دَارُهُ مِنَّا أَتَى فيودِّعُ |
فما رمتها، حتى دخلتُ فجاءة ً |
عَلَيْهَا وَقَلْبي عِنْدَ ذَاكَ يُروَّعُ |
فَقُلْنَ حِذَاره العَيْنَ لَمَّا رَأَيْنَني |
لها، إنّ هذا الأمرَ أمرٌ مشنعُ |
فلما تجلى الروعُ عنهنّ قلنَ لي: |
هلمّ، فما عنها لك اليومَ مدفع |
فظلتْ بمرأى شائقٍ وبمسمعٍ، |
أَلا حَبَّذا مَرْأَى هُنَاكَ وَمَسْمَعُ! |