هَاجَ فُؤادي مَوْقِفُ |
ذَكَّرَني ما أَعْرِفُ |
ممشايَ ذاتَ ليلة ٍ، |
والشَّوْقُ مِمَّا يَشْغَفُ |
إذا ثلاثٌ كالدمى ، |
وَكَاعِبٌ وَمُسْلِفُ |
وبينهنّ صورة ٌ، |
كَکلشَّمْسِ حِينَ تُسْدِفُ |
خودٌ، وقيرٌ نصفها، |
ونصفها مهفهف |
قلتُ لها: منْ أنتمُ؟ |
لعلّ داراً تسعف |
فَکبْتَسَمَتْ عَنْ وَاضِحٍ |
غرِّ الثنايا، ينطف |
وَأَوْمَضَتْ عَنْ طَرْفِهَا |
يا حسنها، إذْ تطرف! |
وَأَرْسَلَتْ فَجَاءَني |
بنانها المطرف |
أَنْ بِتْ لَدَيْنَا لَيْلَة ً |
نُحْيي بِها وَنُلْطِفُ |
بَاتَتْ وَلي مِنْ بَذْلِها |
حمشُ اللثاتِ، أعجف |
فَبِتُّ لَيْلي كُلَّهُ |
ترشفني، وأرشفُ |
إخالُ ثَلْجاً طَعْمَهُ |
قد خالطتهُ قرقف |
لما دنا تقاربٌ |
مِنْ لَيْلِنَا وَمَصْرِفُ |
قالت لنا، ودمعها |
وجداً علينا يذرف: |
لَهْفِي! وَلَيْسَ نَافِعي |
عليكمُ التلهفُ! |
قَالَتْ: وَلَمْ تَسْأَلُنَا |
والدارُ عنكَ تصرف |
والدارُ عنكَ غربة ٌ، |
ونأينا مستشرف |
نحنُ حجيجٌ ضمنا، |
فَمَنْ يُرَى المُعَرَّفُ |
قُلْتُ: فَإنِّي هَائِمٌ |
صبٌّ بكم مكلف |
قالت: بلَ انتَ مازحٌ، |
ذو ملة ٍ، مستطرف |
لَسْنَا وإنْ حَدَّثْتَنَا |
يَغُرُّنا ما تَحْلِفُ |
وددتُ لو انكَ في |
قَوْلِكَ هَذا تُنْصِفُ |
تَجْزِي بِمِثْلِ وُدِّنا |
قلتُ لها: بل أضعف |