فلما کلتقينا، وکطمأنت بنا النوى عمر بن أبي ربيعة

فَلَمَّا کلْتَقَيْنَا، وکطْمَأَنَّتْ بِنَا النَّوَى ،

وغيبَ عنا من نخافُ ونشفقُ

أخذتُ بكفي كفها، فوضعتها

على كبدٍ، من خشية ِ البين تخفق

فقالتْ لأترابٍ لها، حين أيقنتْ

بما قد ألاقي: إنّ ذا ليسَ يصدقُ

فقلنَ: أتبكي عينُ من ليس موجعاً

كئيباً، ومنْ هو ساهرُ الليل يأرق؟

فَقَالَتْ: أَرَى هذا کشْتِيَاقاً، وإنَّما

دعا دمعَ القلبِ الخليّ التشوق

فقنَ: شهدنا أنّ ذا ليسَ كاذباً،

ولكنهُ فيما يقولُ مصدق

فقمنَ لكي يخليننا، فترقرقتْ

مدامعُ عينيها، فظلتْ تدفق

فَقَالَتْ: أَمَا تَرْحَمْنَني لا تَدَعْنَني

لديه، وهو فيما علمتنّ أخرق

فَقُلْنَ: کسْكُتي عَنَّا، فَغَيْرُ مُطاعَة ٍ

لهوْ بكِ منا، فاعلمي ذاك، أرفق

فقالتْ: فلا تبرحنَ ذا السترَ، إنني

أَخَافُ، وَرَبِّ النَّاسِ، مِنْهُ وأَفْرَقُ