لعمريَ، لو أبصرتني يومَ بنتمُ،
|
وَعَيْنِي بِجاري دَمْعِها تَتَرَقْرَقُ
|
وكيفَ غداة َ البين وجدي، وكيف إذ
|
نَأَتْ دَارُكُمْ عَنْ شِدَّة ِ الوَجْدِ آرَقُ
|
لأيقنت أنّ القلبَ عانٍ بذكركم،
|
وأَنِّي رَهِينٌ في حِبَالِكِ مُوثَقُ
|
فصدتْ صدودَ الرئمِ، ثمّ تبسمتْ،
|
وقالت لتربيها: اسمعا، ليس يرفق!
|
فقالت لها إحداهما: هو محسنٌ،
|
وأنتِ به، فيما ترى العينُ، أخرق
|
وقالت لها الأخرى : ارجعيه بما اشتهى ،
|
فَإنَّ هَوَاهُ بَيِّنٌ حِينَ يَنْطِقُ
|
شفعنض إليها حينَ أبصرنَ عبرتي،
|
وقلبي، حذارَ العين، منهنّ مشفق
|
فلما تقضى الليلُ، قالت فتاتها:
|
أَرَى قَبْلَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ الحيُّ أَرْفَقُ
|
وَعَضَّتْ عَلَى إبْهَامِها، وَتَنَكَّبَتْ
|
قَريبَاً، وَقَالَتْ: إنَّ شَرَّكَ مُلْحَقُ
|
تبينُ هوى ً منا، وتبدي شمائلاً،
|
ووجهاً له من بهجة ِ الحسنِ رونق
|
فَأَلْفَتْ لَهَا مِنْ خَالِصِ الوُدِّ وَالهَوَى
|
جَديداً، عَلَى شَحْطِ النَّوَى لَيْسَ يَخْلَقُ
|
لدى عاشقٍ أحمى لها من فؤاده
|
عَلَى مَسْرَحٍ ذي صَفْوَة ٍ لا يُرَنَّقُ
|
حلاها الهوى منه، فليس لغيرها
|
بِهِ مِنْ هَوَاهُ حَيْثُ نَحَّى مُعَلَّقُ
|
تكادُ غداة َ البينِ تنطقُ عينهُ
|
بعبرته، لو كانت العينُ تنطق
|