ودعْ لبابة َ قبلَ أن تترحلا، |
وکسْأَلْ، فَإنَّ قَلِيلَهُ أَنْ تَسْأَلا |
أمكثْ، بعمركَ، ليلة ً، وتأنها، |
فَلَعَلَّ ما بَخِلَتْ بِهِ أَنْ يُبْذَلا |
قال: ائتمرْ ما شئتَ غيرَ نازعٍ |
فِيمَا هَوَيْتَ، فَإنَّنا لَنْ نَعْجَلا |
لَسْنَا نُبالي، حِينَ تُدْرِكُ حَاجَة ً، |
مَا بَاتَ، أَوْ ظَلَّ المَطِيُّ مُعَقَّلا |
نَجْزِي بِأَيْدٍ كُنْتَ تَبْذُلُها لَنَا، |
حقٌّ علينا، واجبٌ أن نفعلا! |
حتى إذا ما الليلُ جنّ ظلامهُ، |
ورقبتُ غفلة َ كاشحٍ أن يمحلا |
وکسْتَنْكَحَ النَّوْمُ الَّذِينَ نَخَافُهُمْ، |
ورمى الكرى بوابهم، فتخبلا |
خَرَجَتْ تَأَطَّرُ في الثِّياب، كَأَنَّها |
رِيحٌ تَسَنَّتْ عَنْ كَثِيبٍ أَهْيَلا |
فَجَلا القِنَاعُ سَحَابَة ً مَشْهورَة ً |
غَرّاءَ تُعْشي الطَّرْفَ أَنْ يَتَأَمَّلا |
سلمتُ حين لقيتها، فتهللتْ |
لِتَحِيَّتي، لَمّا رَأَتْني مُقْبِلا |
فَلَبَثْتُ أَرْقِيها بِمَا لَوْ عَاقِلٌ |
يُرْقَى بِهِ ما کسْطَاعَ أَلاَ يَنْزِلا |
تدنو فتطمعُ، ثمّ تمنعُ بذلها |
نفسٌ أبتْ بالجود لأن تتحللا |