رَأَيْتُ بِجَنْبِ الخَيْفِ هِنْداً، فَرَاقَني
|
لما هيدُ ريمٍ زينتهُ الصرائمُ
|
وَذو أُشُرٍ عَذْبٌ كَأَنَّ نَبَاتَهُ
|
جنى أقحوانٍ، نبته متناعمُ
|
نَظَرْتُ إلَيْهَا بِکلمُحَصَّبه مِنْ مِنًى
|
ولي نظرٌ، لولا التحرجُ، عارم
|
فَقُلْتُ: أَشَمْسٌ أَمْ مَصَابِيحُ بيعَة ٍ،
|
بدتْ لك تحتَ السجف أم انت حالم؟
|
مُهَفْهَفَة ٌ، غَرّاءُ صِفْرٌ وشاحُها،
|
وفي المرطِ منها أهيلٌ متراكم
|
بعيدة ُ مهوى القرط، إما لنوفلٌ
|
أَبوها، وإمّا عَبْدُ شَمْسٍ، وَهَاشِمُ
|
ومدّ عليها السجفَ يومَ لقيتها،
|
على عجلٍ، تباعها والخوادم
|
فلم استطعها غيرَ أنْ قد بدا لنا،
|
عشية َ راحتْ، كفها والمعاصم
|
مَعَاصِمُ لَمْ تَضْرِبْ عَلَى البَهْمِ بِکلضُّحَى
|
عصاها، وَوَجْهٌ لَمْ تُلِحْه السَّمَائِمُ
|
نضيرٌ، ترى فيه أساريعَ مائه،
|
صبيحٌ، تغاديه الاكفُّ النواعم
|
إذا ما دَعَتْ أَتْرابَها، فکكْتَنَفْنَها،
|
تَمَايَلْنَ أَوْ مَالَتْ بِهِنَّ المَآكِمُ
|
طَلَبْنَ الصِّبَا حَتَّى إذا ما أَصَبْنَهُ
|
نزعنَ، وهنّ المسلماتُ الظوالم
|
فَذَكَّرْتُها داءً قَدِيماً مُخَامِراً
|
تَقَطَّعَ مِنْهُ إنْ ذَكَرْنَ الخَيَازِمُ
|
وَقُرْبُكِ لا يُجْدي عَلَيَّ، وَنأْيُكُمْ
|
جوى داخلٌ في القلبِ يا هندُ لازم
|
فَإنْ بِنْتِ كَدَّرْتِ المَعَاشَ صَبَابَة ً،
|
وإنْ تصقبي فالقلبُ حيرانُ هائم
|
وقد زعمتْ أنّ الذي وجدتْ بنا
|
مقيمٌ لنا في أسودِ القلبِ، دائم
|