أقلَّ الملامَ، يا عتيقُ، فإنني |
بهندٍ، طوالَ الدهرِ، حرانُ هائمُ |
فَقَضِّ ملامي، وکطْلُبِ الطِّبَّ، إنَّني |
أسرّ جوى في حبها، فهو رازمُ |
فَقَالَ: عَلَيْكَ اليَوْمَ أَسْمَاءَ، إنَّها |
أطبُّ بهذا، والمباطنُ عالم |
فقلتُ لأسماءَ اشتكاءً، وأخضلتْ |
مَسَارِبَ عَيْنَيَّ الدُّموعُ السَّواجمُ |
أَبيني لَنَا، كَيْفَ السَّبيلُ إلَى الَّتي |
نَأَتْ غَرْبَة ٌ عَنَّا بِهَا ما تُلاَئِمُ |
فقالتْ، وهزتْ رأسها: لو أطعتنا، |
تجنبتها أيامَ قلبكَ سالم |
ولكن دعتْ للحينِ عينٌ مريضة ٌ، |
فَطَاوَعْتَها، عَمْداً، كَأَنَّكَ حَالِمُ |
وَكُنْتَ تَبوعاً لِلْهَوَى ، مُصْحِباً لَهُ، |
إذا أعجبتكَ الآنساتُ النواعمُ |
تُكَلِّفُ أَفْرَاسَ الصِّبَى ، تَعَباً لَهُ، |
وَلَسْتَ تُبالي أَنْ تَلُومَ اللَّوَائِمُ |
وَوَكَّلْتَ أَفْرَاسَ الصِّبَى بِطِلابها |
زَماناً، فَقَدْ هَانَت عَلَيْكَ المَلاوِمُ |
وَعُلِّقْتَها، أَيَّامَ قَلْبُكَ مُوثَقٌ |
لديها، فدعها الآنَ، إذ أنتَ سالم |
فقلتُ لها: أنى سلمتُ، وحبها |
جوى لبناتِ القلبِ، يا أسمَ، لازم |
وأنى سلوُّ القلبِ عنها، وقد سبا |
فُؤَادِيَ مِنْها ذو غَدائِرَ فَاحِمُ |
وجيدُ غزالٍ فائقُ الدرّ حليهُ، |
وَرَخْصٌ لَطِيفٌ، وَاضِحُ اللَّوْنِ، نَاعِمُ |