يا ربِّ، إنكَ قد علمتَ بأنها |
أهوى عبادكَ كلهمْ إنسانا |
وأَلَذُّهُمْ نُعْمٌ إلَيْنَا وَاحِداً، |
واحبُّ من نأتي، ومن حيانا |
فَآجْزِ المُحِبَّ تَحِيَّة ً، وکجْزِ الَّذي |
يَبْغي قَطِيعَة َ حُبِّهِ هِجْرانَا |
آمين يا ذا العرشِ فاسمعْ واستجبْ |
لما نقولُ، ولا تخيبْ دعانا |
حملتُ من حبيكَ ثقلاً فادحاً، |
والحبُّ يحدثُ للفتى أحزانا |
لَوْ تَبْذُلِينَ لَنَا دَلالَكِ لَمْ نُرِدْ |
غَيْرَ الدَّلالِ، وَكَانَ ذَاكَ كَفانا |
وأطعتِ فيّ عواذلاً حملنكمْ، |
وَعَصَيْتُ فِيكِ الأَهْلَ والإخْوَانَا |
أُنْبِئْتُ أَنَّكِ، إذا أَتَاكِ كِتابُنا، |
وَأَشَعْتِ عِنْدَ قِراتِهِ عِصْيانا |
ونبذته كالعودِ، حين رأيته، |
فاشتدّ ذاكَ عليّ منكِ، وسانا |
وأخذتهِ بعد الصدودِ تكرهاً، |
وأشعثِ عند قراتهِ عصيانا |
قالت: لقد كذبَ الرسولُ فقدتهُ! |
أبقولِ زورٍ يرتجي إحسانا؟ |
كَذَبَ الرَّسُولُ فَسَلْ مَعَادَة َ، هَكَذَا |
كَانَ الحَدِيثُ، وَلاَ تَكنْ عَجْلانا |
بل جاءني، فقرأته متهللاً |
وجهي وبعد تهلُّلٍ أبكانا |
قد قلت، حيت رأيته: لو أنَّه |
يا بشر منه سوى نصيرة جانا |
أرسلتَ أكذبَ من مشى وأنمهُ، |
مَنْ لَيْسَ يَكْتُمُ سِرَّنا أَعْدانا |
ما إن ظلمتُ بما فعلتُ، وإنما |
يَجْزي العَطِيَّة َ مَنْ أَرابَ وَخَانَا |
وصرمتُ حبلكَ إذ صرمتَ لأنني |
اخبرتُ أنك قد هويتَ سوانا |
هَذَا، وَذَنْبٌ قَبْلَ ذَاكَ جَنَيْتَهُ |
سلّ الفؤادَ، ومثله سلانا |
صرحتَ فيه، وما كتمتَ مجاهراً |
بِالقَوْلِ أَنَّكَ لا تُرِيدُ لِقانا |
قلتُ: اسمعي لا تعجلي بقطيعة ٍ، |
باللهِ، احلفُ صادقاً أيمانا |
إنَّ کلمُبَلِّغَكِ الحَدِيثَ لَكَاذِبٌ |
يسعى ليقطعَ بيننا الأقرانا |
لا تُجْمِعي صَرْمي وَهَجْرِيَ بَاطِلاً، |
وتفهمي، واستيقني استيقانا |
إنِّي لَمِنْ وَادَدْتُهُ وَوَصَلْتُهُ |
أُلْفِيتُ لا مَذِقاً، ولا مَنَّانا |
أصلُ الصديقَ، إذا أرادَ وصالنا، |
وأصدُّ مثلَ صدوده أحيانا |
إن صدّ عني كنتُ أكرمَ معرضٍ، |
وَوَجَدْتُ عَنْهُ مَرْحَلاً وَمَكَانا |
لا مُفْشِياً، عِنْدَ القَطِيعَة ِ، سِرَّهُ |
بل حافظٌ من ذاكَ ما استرعانا |