يا رب، إنك قد علمت بأنها عمر بن أبي ربيعة

يا ربِّ، إنكَ قد علمتَ بأنها

أهوى عبادكَ كلهمْ إنسانا

وأَلَذُّهُمْ نُعْمٌ إلَيْنَا وَاحِداً،

واحبُّ من نأتي، ومن حيانا

فَآجْزِ المُحِبَّ تَحِيَّة ً، وکجْزِ الَّذي

يَبْغي قَطِيعَة َ حُبِّهِ هِجْرانَا

آمين يا ذا العرشِ فاسمعْ واستجبْ

لما نقولُ، ولا تخيبْ دعانا

حملتُ من حبيكَ ثقلاً فادحاً،

والحبُّ يحدثُ للفتى أحزانا

لَوْ تَبْذُلِينَ لَنَا دَلالَكِ لَمْ نُرِدْ

غَيْرَ الدَّلالِ، وَكَانَ ذَاكَ كَفانا

وأطعتِ فيّ عواذلاً حملنكمْ،

وَعَصَيْتُ فِيكِ الأَهْلَ والإخْوَانَا

أُنْبِئْتُ أَنَّكِ، إذا أَتَاكِ كِتابُنا،

وَأَشَعْتِ عِنْدَ قِراتِهِ عِصْيانا

ونبذته كالعودِ، حين رأيته،

فاشتدّ ذاكَ عليّ منكِ، وسانا

وأخذتهِ بعد الصدودِ تكرهاً،

وأشعثِ عند قراتهِ عصيانا

قالت: لقد كذبَ الرسولُ فقدتهُ!

أبقولِ زورٍ يرتجي إحسانا؟

كَذَبَ الرَّسُولُ فَسَلْ مَعَادَة َ، هَكَذَا

كَانَ الحَدِيثُ، وَلاَ تَكنْ عَجْلانا

بل جاءني، فقرأته متهللاً

وجهي وبعد تهلُّلٍ أبكانا

قد قلت، حيت رأيته: لو أنَّه

يا بشر منه سوى نصيرة جانا

أرسلتَ أكذبَ من مشى وأنمهُ،

مَنْ لَيْسَ يَكْتُمُ سِرَّنا أَعْدانا

ما إن ظلمتُ بما فعلتُ، وإنما

يَجْزي العَطِيَّة َ مَنْ أَرابَ وَخَانَا

وصرمتُ حبلكَ إذ صرمتَ لأنني

اخبرتُ أنك قد هويتَ سوانا

هَذَا، وَذَنْبٌ قَبْلَ ذَاكَ جَنَيْتَهُ

سلّ الفؤادَ، ومثله سلانا

صرحتَ فيه، وما كتمتَ مجاهراً

بِالقَوْلِ أَنَّكَ لا تُرِيدُ لِقانا

قلتُ: اسمعي لا تعجلي بقطيعة ٍ،

باللهِ، احلفُ صادقاً أيمانا

إنَّ کلمُبَلِّغَكِ الحَدِيثَ لَكَاذِبٌ

يسعى ليقطعَ بيننا الأقرانا

لا تُجْمِعي صَرْمي وَهَجْرِيَ بَاطِلاً،

وتفهمي، واستيقني استيقانا

إنِّي لَمِنْ وَادَدْتُهُ وَوَصَلْتُهُ

أُلْفِيتُ لا مَذِقاً، ولا مَنَّانا

أصلُ الصديقَ، إذا أرادَ وصالنا،

وأصدُّ مثلَ صدوده أحيانا

إن صدّ عني كنتُ أكرمَ معرضٍ،

وَوَجَدْتُ عَنْهُ مَرْحَلاً وَمَكَانا

لا مُفْشِياً، عِنْدَ القَطِيعَة ِ، سِرَّهُ

بل حافظٌ من ذاكَ ما استرعانا