نَنْسَى المَنَايَا على أنّا لَهَا غَرَضُ،
|
فَكَمْ أُنَاسٍ رَأَيْنَاهُمْ قَدِ انقَرَضُوا
|
إنّا لَنَرْجُو أُمُوراً نَسْتَعِدّ لهَا،
|
والموْتُ دونَ الَّذِي نرْجُو لمعترضُ
|
للّهِ دَرُّ بَني الدّنْيا لَقَدْ غُبِنُوا
|
فِيمَا اطْمانُّوا بهِ منْ جهْلِهِمْ ورضُوا
|
مَا أرْبَحَ اللهُ فِي الدُّنيا تجارَة َ إنْـ
|
ـسانٍ يَرَى أنّها مِنْ نَفسِهِ عِوَضُ
|
فَليْسَتِ الدَّارُ داراً لاَ تَرَى أحداً
|
من أهلِها، ناصِحاً، لم يَعدُهُ غَرَضُ
|
مَا بالُ مَنْ عرَفَ الدُّنْيَا الدَّنيَّة ُ لاَ
|
يَنكَفّ عن غَرَضِ الدّنيا ويَنقَبِضُ
|
تَصِحّ أقْوالُ أقوامٍ بوَصْفِهِمِ،
|
وَفِي القُلُوبِ إذا كشَّفْتَهَا مَرَضُ
|
والنَّاسُ فِي غَفْلَة ٍ عَمَّا يُرَادُ بِهِمْ
|
وكُلُّهُمْ عنْ جَديدِ الأرْضِ منقرضُ
|
والحادِثَاتُ بِهَا الأقْدارُ جارِية ٌ
|
وَالمَرْءُ مُرْتَفعٌ فيها، وَمُنخَفِضُ
|
يَا ليْتَ شعري وقَدْ جَدَّ الرَّحيلُ بِنَا
|
حَتَّى متَى نحْنُ فِي الغُرَّاتِ نرْتكِضُ
|
نفسُ الحكيمُ إِلَى الخيرَاتِ ساكِنَة ٌ
|
وَقَلبُهُ مِنْ دَواعي الشّرّ مُنقَبِضُ
|
اصْبِرْ عَلَى الحقِّ تستعذِبْ مغبَّتَهُ
|
وَالصّبرُ للحَقّ أحياناً لَهُ مَضَضُ
|
ومَا استرَبْتَ فَكُنْ وقَّافَة ً حذراً
|
قد يُبرَمُ الأمرُ أحْياناً فيَنتَقِضُ
|