المعز باديس الصنهاجي

398- 454 هـ
المعز بن باديس بن المنصور بن بلكين بن زيري بن مناد الحميري الصنهاجي، صاحب إفريقية وما والاها من بلاد المغرب. وكان الحاكم صاحب
مصر قد لقبه شرف الدولة، وسير له تشريفاً وسجلاً يتضمن اللقب المذكور، وذلك في ذي الحجة سنة سبع وأربعمائة.

كان المعز بن باديس ملكاً جليلاً عالي الهمة، محباً لأهل العلم كثير العطاء، وكان واسطة عقد بيته. مدحه الشعراء وانتجعه الأدباء. وكان مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه يإفريقية أظهر المذاهب، فحمل المعز جميع أهل المغرب على التمسك بمذهب الإمام مالك بن أنس، رضي الله عنه، وحسم مادة الخلاف في الذاهب واستمر الحال في ذلك.

وقد تقدم في خبر المستنصر بالله العبيدي أن المعز قطع خطبته وخلع طاعته، فلما فعل ذلك خطب للإمام القائم بأمر الله خليفة
بغداد، فكتب إليه المستنصر يتهدده ويقول له: هلا اقتفيت آثار آبائك في الطاعة والولاء، في كلام طويل، فأجابه المعز: إن آبائي وأجدادي كانوا ملوك الغرب قبل أن تملكه أسلافك، ولهم عليهم من الخدم أعظم من التقديم، ولو أخروهم لتقدموا بأسيافهم؛ واستمر على قطع الخطبة، ولم يخطب بعد ذلك بإفريقية لأحد من المصرينن إلى اليوم.

وأخبار المعز كثيرة وسيرته مشهورة وله شعر قليل .

ولد المعز بالمنصورية، ويقال لها صبرة، من أعمال إفريقية، يوم الخميس لخمس مضين من جمادى الأولى وملك بعد أبيه باديس وبويع بالمحمدية من أعمال إفريقية أيضاً يوم السبت لثلاث مضين من ذي الحجة سنة ست وأربعمائة. وتوفي بالقيروان، من مصاب أصابه وهو ضعيف الكبد، ولم تطل مدة أحد من أهل بيته في الولاية كمدته، ورثاه أبو علي الحسن بن رشيق .


المرجع: وفيات الأعيان

  


المغرب
مالك بن أنس