زماني كله غضب وعتب أبو فراس الحمداني

زماني كلهُ غضبٌ وعتبُ

و أنتَ عليَّ والأيامُ إلبُ

وَعَيْشُ العالَمِينَ لَدَيْكَ سَهْلٌ،

و عيشي وحدهُ بفناكَ صعبُ

وَأنتَ وَأنْتَ دافعُ كُلّ خَطْبٍ،

معَ الخطبِ الملمِّ عليَّ خطبُ

إلى كَمْ ذا العِقَابُ وَلَيْسَ جُرْمٌ

و كمْ ذا الإعتذارُ وليسَ ذنبُ؟

فلا بالشامِ لذَّ بفيَّ شربٌ

وَلا في الأسْرِ رَقّ عَليّ قَلْبُ

فَلا تَحْمِلْ عَلى قَلْبٍ جَريحٍ

بهِ لحوادثِ الأيامِ ندبُ

أمثلي تقبلُ الأقوالُ فيهِ ؟

وَمِثْلُكَ يَسْتَمِرّ عَلَيهِ كِذْبُ؟

جناني ما علمتَ ، ولي لسانٌ

يَقُدّ الدّرْعَ وَالإنْسانَ عَضْبُ

وزندي ، وهوَ زندكَ ، ليسَ يكبو

وَنَاري، وَهْيَ نَارُكَ، لَيسَ تخبو

و فرعي فرعكَ الزاكي المعلى

وَأصْلي أصْلُكَ الزّاكي وَحَسْبُ

" لإسمعيلَ " بي وبنيهِ فخرٌ

وَفي إسْحَقَ بي وَبَنِيهِ عُجْبُ

و أعمامي " ربيعة ُ "و هيَ صيدٌ

وَأخْوَالي بَلَصْفَر وَهْيَ غُلْبُ

و فضلي تعجزُ الفضلاءُ عنهُ

لأنكَ أصلهُ والمجدُ تربُ

فدتْ نفسي الأميرَ ، كأنَّ حظي

وَقُرْبي عِنْدَهُ، مَا دامَ قُرْبُ

فَلَمّا حَالَتِ الأعدَاءُ دُوني،

و أصبحَ بيننا بحرٌ و" دربُ"

ظَلِلْتَ تُبَدّلُ الأقْوَالَ بَعْدِي

و يبلغني اغتيابكَ ما يغبُّ

فقلْ ما شئتَ فيَّ فلي لسانٌ

مليءٌ بالثناءِ عليكَ رطبُ

و عاملني بإنصافٍ وظلمٍ

تَجِدْني في الجَمِيعِ كمَا تَحِبّ