ألا ما لمن أمسى يراك وللبدر أبو فراس الحمداني

ألا مَا لِمَنْ أمْسَى يَرَاكَ وَللبَدْرِ،

وَمَا لمَكَانٍ أنْتَ فِيهِ وَللقَطْرِ

تجللتَ بالتقوى ، وأفردتَ بالعلاَ ،

وَأُهّلْتَ للجُلَّى ، وَحُلّيتَ بالفَخْرِ

وَقَلّدْتَني، لمّا ابتَدَأتَ بمَدْحَتي،

يدأ لا أوفي شكرها ، أبد الدهرِ

فإنْ أنا لمْ أمنحكَ صدقَ مودتي

فَمَا لي إلى المَجدِ المُؤثَّلِ من عُذْرِ

أيا بنَ الكرامِ الصيدِ ، جاءتْ كريمة ً :

" أيا بنَ الكرامِ الصيدِ والسادة ِ الغرِّ "

فضلتَ بها أهلَ القريضِ ، فأصبحتْ

تَحيّة َ أهلِ البَدْوِ، مُؤنِسة َ الحَضرِ

وَمِثْلُكَ مَعدومُ النّظِيرِ من الوَرَى

و شعركَ معدومُ الشبيهِ من الشعرِ

كأنَّ على ألفاظهِ ، ونظامهِ

بَدَائِعَ مَا حَاكَ الرّبيعُ منَ الزّهْرِ

تَنَفّسَ فيه الرّوْضُ فاخضَلّ بالنّدى

و هبَّ نسيمُ الروضِ يُخبرُ بالفجرِ

إلى الله أشكُو مِنْ فِرَاقِكَ لَوْعَة َ،

طويتُ لها ، مني الضلوعَ ، على جمرِِ

و حسرة َ مرتاحٍ إذا اشتاقَ قلبهُ ،

تَعَلّلَ بالشّكْوَى وَعَادَ إلى الصّبرِ

فعدْ يا زمانَ القربِ ، في خيرِ عيشة ٍ ،

و أنعمَ بالٍ ، ما بدا كوكبٌ دري،

وعشْ "يابنَ نصرٍ" ما استهلتْ غمامة ٌ ،

تَروحُ إلى عِزٍّ وَتَغدُو عَلى نَصْرِ