هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ،
|
وأنْتَ لِكأْسِ المَوْتِ لاَ بُدَّ جارِعُ
|
ألا أيّها المَرْءُ المُخادِعُ نَفسَهُ!
|
رُويداً أتَدْرِي مَنْ أرَاكَ تخَادِعُ
|
ويا جامِعَ الدُّنيا لِغَيرِ بَلاَغِهِ
|
سَتَتْرُكُهَا فانظُرْ لِمَنْ أنْتَ جَامِعُ
|
وَكم قد رَأينا الجامِعينَ قدَ اصْبَحَتْ
|
لهم، بينَ أطباقِ التّرابِ مَضاجعُ
|
لَوْ أنَّ ذَوِي الأبْصَارِ يَرَعُوْنَ كُلَّمَا
|
يَرَونَ، لمَا جَفّتْ لعَينٍ مَدامِعُ
|
فَما يَعرِفُ العَطشانَ مَنْ طالَ رِيُّهُ،
|
ومَا يَعْرِفُ الشَّبْعانُ مَنْ هُوَ جائِعُ
|
وَصارَتْ بُطونُ المُرْملاتِ خَميصَة ً،
|
وأيتَامُهُمْ منهمْ طريدٌ وجائعُ
|
وإنَّ بُطُونَ المكثراتِ كأنَّما
|
تنقنقُ فِي أجوافِهِنَّ الضَّفَادِعُ
|
وتصْرِيفُ هذَا الخَلْقِ للهِ وَحْدَهُ
|
وَكُلٌّ إلَيْهِ، لا مَحَالَة َ، راجِعُ
|
وللهِ فِي الدُّنيَا أعَاجيبُ جَمَّة ٌ
|
تَدُلّ على تَدْبيرِهِ، وبَدَائِعُ
|
وللهِ في أسرارُ الأمُورِ وإنْ جَرَتْ
|
بها ظاهِراً، بَينَ العِبادِ، المَنافِعُ
|
وللهِ أحْكَامُ الْقَضَاءِ بِعِلْمِهِ
|
ألاَ فهوَ معْطٍ مَا يَشَاءُ ومَانِعُ
|
إذا ضَنّ مَنْ تَرْجو عَلَيكَ بنَفْعِهِ،
|
فذَرْهُ، فإنّ الرّزْقَ، في الأرْضِ، واسعُ
|
وَمَنْ كانَتِ الدّنْيا هَواهُ وهَمَّهُ،
|
سبَتْهُ المُنَى واستعبدَتْهُ المَطَامِعُ
|
وَمَنْ عَقَلَ استَحيا، وَأكرَمَ نَفسَه،
|
ومَنْ قَنِعَ استغْنَى فَهَلْ أنْتَ قَانِعُ
|
لِكلِّ امرِىء ٍ رأْيَانِ رَأْيٌ يَكُفّهُ
|
عنِ الشّيءِ، أحياناً، وَرَأيٌ يُنازِعُ
|