أشدة ، ما أراه منك ، أم كرم ‍ أبو فراس الحمداني

أشدة ٌ ، ما أراهُ منكَ ، أمْ كرمُ ‍!

تجُودُ بالنّفسِ، وَالأرْوَاحِ تُصْطلمُ

يا باذِلَ النّفسِ وَالأموَالِ مُبتسِماً،

أما يهولكَ لا موتٌ ، ولا عدمُ؟ !

لقدْ ظننتكَ ، بينَ الجحفلينِ ، ترى

أنّ السّلامَة َ، من وَقعِ القَنَا، تَصِمُ

نشَدتُكَ الله، لا تَسمحْ بنفسِ عُلاً،

حَيَاة ُ صَاحِبِها تَحيا بِهَا الأمَمُ

هِيَ الشّجَاعَة ُ إلاّ أنّهَا سَرَفٌ،

وكلُّ فضلكَ لا قصدٌ ولا أممُ

إذا لَقيتَ رِقَاقَ البِيضِ، مِنفَرِداً،

تحتَ العَجاجَة ِ لمْ تُستَكْثرِ الخَدَمُ

تفدي بنفسكَ أقواماً صنعتهمُ

وكانَ حقهمُ أنْ يفتدوكَ همُ

وَمَنْ يُقَاتِلُ مَنْ تَلقى القِتالَ بِهِ،

وَلَيسَ يَفضُلُ عَنكَ الخَيلُ وَالبُهُمُ

تَضِنّ بالحَرْبِ عَنّا، ضَنّ ذي بخَلٍ،

ومنكَ ، في كلِ حالٍ ، يعرفُ الكرمُ ‍!

لا تَبْخَلَنّ عَلى قَوْمٍ إذَا قُتِلُوا

أثْنَى عَلَيكَ بَنُو الهَيْجَاءِ، دُونَهمُ

ألبستَ ما لبسوا ، أركبتَ ما ركبوا

عرفتَ ما عرفوا ، علمتَ ما علموا

كما أريتَ ببيضٍ، أنتَ واهبها ،

على خُيولِكَ خاضُوا البحرَ وهوَ دَمُ

هُمُ الفَوَارِسُ، في أيّدِيهِمُ أسَلٌ،

فإنْ رأوكَ فأسدٌ ، والقنا أجمُ

قَالُوا المَسِيرُ! فَهَزّ الرّمحُ عَامِلَهُ،

وَارْتَاحَ في جفنهِ الصّمصَامَة ُ الخَذِمُ

فطالبتني بما ساءَ العداة َ ، وقدْ

عودتها ما تشاءُ الذئبُ والرخمُ

حَقَّاً، لقد ساءني أمرٌ، ذُكِرْتُ لَهُ،

لَوْلا فِرَاقُكَ لمْ يُوجَدْ لَهُ ألَمُ

لا تشغلني بأمرِ " الشامِ " أحرسهُ

إنّ الشآمَ عَلى مَنْ حَلّهُ حَرَمُ

فَإنّ للثّغْرِ سُوراً مِنْ مَهَابَتِهِ،

صخورهُ منْ أعادي أهلهِ قممُ

لا يحرمني " سيفُ الدينِ " صحبتهُ

فَهْيَ الحَيَاة ُ التي تَحيَا بِهَا النَّسَمُ

و ماا عترضتُ عليهِ في أوامرهِ

لكنْ سألتُ ، ومنْ عاداتهِ ، نعمُ ‍!