الدِّينُ مُخْتَرَمٌ، وَالحَقّ مُهْتَضَمُ، |
وفيءُ آلِ " رسولِ اللهِ " مقتسمُ |
والناسُ عندكَ لا ناسُ ، فيحفظهمْ |
سومُ الرعاة ِ ، ولا شاءٌ ، ولا نعمُ |
إنّي أبِيتُ قَلِيلُ النّوْمِ، أرّقَني |
قلبٌ ، تصارعُ فيهِ الهمُّ والهممُ! |
و عزمة ٌ ، لا ينامُ الليلَ صاحبها |
إلاّ على ظَفَرٍ، في طَيّهِ كَرَمُ |
يُصَانُ مُهرِي لأِمرٍ لا أبُوحُ بِهِ، |
والدرعُ ،والرمحُ ، والصمصامة ُ الخذمُ |
وَكُلُّ مَائِرَة ِ الضّبْعَينِ، مَسْرَحُها |
رمثُ الجزيرة ِ ، والخذرافُ والغنمُ |
و فتية ٌ ، قلبهمْ قلبٌ إذا ركبوا |
يوماً ؛ ورأيهمُ رأيٌ إذا عزموا |
يا للرجالِ! أما للهِ منتصفٌ |
من الطّغاة ِ؟ أمَا للدّينِ مُنتَقِمُ؟! |
" بنو عليٍّ " رعايا في ديارهمُ ، |
وَالأمرُ تَملِكُهُ النّسوَانُ، وَالخدَمُ! |
محلؤونَ ، فأصفى شربهمْ وشلٌ ، |
عندَ الورودِ ؛ وأوفى ودهمْ لممُ |
فَالأرْضُ، إلاّ عَلى مُلاّكِها، سَعَة ٌ، |
والمالُ ، إلاَّ أربابهِ ، ديمُ |
وَمَا السّعِيدُ بِهَا إلاّ الّذي ظَلَمُوا، |
وما الغنيُّ بها إلاَّ الذي حرموا |
للمتقينَ ، منَ الدنيا ، عواقبها |
وإنْ تعجلَ منها الظالمُ الأثمُ |
لا يطغينَّ " بني العباسِ" ملكهمُ! |
" بنو عليٍّ " مواليهم وإنْ زعموا |
أتفخرونَ عليهمْ ؟ - لا أبا لكمُ - |
حتى كأنَّ " رسولَ اللهِ " جدكمُ |
وَمَا تَوَازَنَ، يَوْماً، بَينَكُمْ شَرَفٌ، |
وَلا تَسَاوَتْ بكُمْ، في مَوْطِنٍ، قَدَمُ |
ولا لكمْ مثلهمْ ، في المجدِ ، متصلٌ |
وَلا لِجَدّكُمُ مَسْعَاة ُ جَدّهِمُ |
ولا لعرقكمُ منْ عرقهمْ شبهٌ |
ولا " نفيلتكمْ " منْ أمهمْ أممُ |
قامَ النبيُّ بها " يومَ الغديرِ " لهمْ |
واللهُ يشهدُ ،والأملاكُ ، والأممُ |
حَتى إذا أصْبَحَتْ في غَيرِ صَاحِبها |
باتتْ تنازعها الذؤبانُ والرخمُ |
وَصُيّرَتْ بَيْنَهُنْ شُورَى كَأنّهُمُ |
لا يعرفونَ ولاة َ الحقِّ أيهم ! |
تاللهِ ، ماجهلَ الأقوامُ موضعها |
لكِنّهُمْ سَتَرُوا وَجْهَ الذي عَلِمُوا |
ثُمّ ادّعَاهَا بَنُو العَبّاسِ إرْثَهُمُ، |
و مالهمْ قدمٌ ، فيها ، ولا قِدمُ |
لا يذكرونَ ، إذا ما معشرٌ ذكروا ، |
ولا يحكمُ ، في أمرٍ ، لهمْ حكمُ |
ولا رآهمْ " أبو بكرٍ "وصاحبهُ |
أهْلاً لِمَا طَلَبُوا مِنها، وَما زَعموا |
فَهَلْ هُمُ مُدّعُوها غَيرَ وَاجِبَة ٍ |
أمْ هل أئمتهمْ في أخذها ظلموا ؟ |
أمَّـا " عليَّ " فقدْ أدنى قرابتكم ، |
عندَ الولاية ِ ، إنْ لمْ تكفرِ النعمُ ! |
هلْ جاحدٌ ، يا" بني العباسِ" نعمتهُ ! |
أبُوكُمُ، أمْ عُبَيْدُ الله، أمْ قُثَمُ؟ |
بئسَ الجزاءُ جزيتمْ في بني " حسنٍ " ! |
أباهم العَلَمُ الهَادِي وَأُمَّهُمُ |
لا بيعة ٌ ردعتكمْ عنْ دمائهمُ ، |
ولا يمينٌ، ولا قربى ، ولا ذممُ |
هَلاَّ صَفَحْتُمْ عَنِ الأسْرَى بلا سَبَبٍ، |
للصَافِحينَ ببَدْرٍ عَنْ أسِيرِكُمُ؟ |
هلا كففتمْ عنِ " الديباجِ " سوطكمُ ؟ |
وَعَنْ بَناتِ رَسولِ الله شَتمَكُمُ؟ |
مَا نُزّهَتْ لِرَسُولِ الله مُهْجَتُهُ |
عَنِ السّيَاطِ! فَهَلاّ نُزّهَ الحَرَمُ؟ |
ما نَالَ منهم بَنو حَرْبٍ، وَإن عظُمَتْ |
تِلكَ الجَرَائِرُ، إلاّ دُونَ نَيْلِكُمُ |
كَمْ غَدْرَة ٍ لكُمُ في الدّينِ وَاضِحَة ٍ! |
وكمْ دمٍ لـ "رسولِ اللهِ " عندكمُ ؟ ! |
أأنتمُ آلهُ فيما ترونَ ، وفي |
أظفاركمْ ، منْ بنيهِ الطاهرينَ ، دمُ ؟ |
هيهاتَ! لاقربت قربى ، ولا رحمُ ، |
يَوْماً، إذا أقصَتِ الأخلاقُ وَالشّيَمُ! |
كَانَتْ مَوَدّة ُ سَلْمَانٍ لَهُ رَحِماً، |
وَلمْ يَكُنْ بَينَ نُوحٍ وَابنِهِ رَحِمُ! |
ياجاهداً في مساويهمْ يكتمها ! |
غدرُ الرشيدِ بـ " يحيى " كيفَ ينكتمُ ؟ |
لَيسَ الرّشيدُ كمُوسَى في القِيَاسِ وَلا |
"مأمونكمْ كـ"الرضا" إنْ أنصفُ |
ذاقَ الزّبِيرِيّ غِبّ الحِنثِ وَانكشَفتْ |
عنِ "ابن ِفاطمة َ "الأقوالُ والتهمُ |
باؤوا بقتلِ " الرضا " منْ بعدِ بيعتهِ |
وَأبصَرُوا بَعضَ يوْمٍ رُشدَهم وَعَموا |
يا عصبة ً شقيتْ ،من بعدما سعدتْ ، |
ومعشراً هلكوا منْ بعدما سلموا ! |
لِبِئسَ ما لَقَيَتْ مِنهمْ، وَإنْ بليَتْ |
بجانبِ "الطفِّ " تلكَ الأعظمُ الرممُ ! |
لاعنْ " أبي مسلمٍ" في نصحهِ صفحوا، |
وَلا الهُبَيرِيَّ نَجّى الحِلفُ وَالقَسَمُ |
ولاالأمانُ لأزدِ " الموصل" اعتمدوا |
فيهِ الوفاءَ، ولاعنْ عمهمْ حلموا |
أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَني العَبّاسِ مألُكة ً: |
لاتدَّعوا ملكها ! ملاَّكها العجمُ ! |
أيّ المَفَاخِرِ أمْسَتْ في مَنَابِرِكُمْ، |
وَغَيْرُكُمْ آمِرٌ فِيهِنّ، مُحتكِمُ؟ |
وَهَلْ يَزِيدُكُمْ مِنْ مَفْخَرٍ عَلَمٌ، |
وفي الخلافِ ، عليكمْ يخفقُ العلمُ ؟ |
خَلّوا الفَخَارَ لعلاّمِينَ، إنْ سُئلوا |
يَوْمَ السّؤالِ، وَعَمّالِينَ إن علِموا |
لايغضبونَ لغيرِاللهِ، إنْ غضبوا، |
وَلا يُضِيعُونَ حُكْمَ الله إنْ حكموا |
تَبدوا التّلاوَة ُ من أبْياتِهِمْ، أبَداً، |
وفي بيوتكمْ الأوتارُ ، والنغمُ |
مافي ديارهمُ للخمرِ معتصرٌ ؛ |
وَلا بُيُوتُهُمُ للسّوءِ مُعْتَصَمُ |
و لا تبيتُ لهمْ خنثى ، تنادمهمْ ؛ |
و لا يرى لهمُ قردٌ ، لهُ حشمُ |
الرّكنُ، وَالبيتُ، وَالأستارُ مَنزِلُهُمْ، |
وَزَمزَمٌ، وَالصَّفَا، والحِجرُ، والحَرَمُ |
صَلَّى الإلهُ عَلَيهمْ، أينَما ذُكرُوا، |
لأنهمْ للورى كهفٌ ، ومعتصمُ |