أللوم للعاشقين لوم أبو فراس الحمداني

أللومُ للعاشقينَ لومُ ،

لأنَّ خطبَ الهوى عظيمُ

فكيفَ ترجونَ لي سلواً

وَعِنْدِيَ المُقْعِدُ المُقِيمُ؟

و مقلتي ، ملؤها دموعٌ ؛

وَأضْلُعي، حَشْوُهَا كُلُومُ!

يَا قَوْمِ! إني امرُؤٌ كَتُومٌ،

تَصْحَبُني مُقْلَة ٌ نَمُومُ

ألليلُ للعاشقينَ سترٌ ،

يَا لَيْتَ أوْقَاتَهُ تَدُومُ!

نديميَ النجمُ ، طولَ ليلي،

حتى إذا غارتِ النجومُ

أسلمني الصبحُ للبلايا ،

فَلا حَبِيبٌ، وَلا نَدِيمُ

بـ " رملتيْ عالجٍ " رسومٌ ،

يَطُولُ مِنْ دُونِهَا الرّسِيمُ!

أنَخْتُ فيهِنّ يُعْمَلاتٍ،

ما عهدُ إرقالها ذميمُ !

آجدها قطعُ كلِّ وادٍ ،

أخْصَبَهُ نَبْتُهُ العَمِيمُ

رَدّتْ عَلى الدّهرِ، في سُرَاهَا،

ما وهبَ النجمُ ، والنجومُ!

تِلْكَ سَجَايَا مِنَ اللّيَالي،

للبؤسِ ما يخلقُ النعيمُ

بَينَ ضُلُوعي هَوى ً مُقِيمٌ

لآلِ " ورقاءَ " لا يريمُ

يُغَيّرُ الدّهْرُ كُلّ شَيْءٍ،

و هوَ صحيحٌ لهمْ ، سليمُ !

أمْنَعُ مَنْ رَامَهُ سِوَاهُمْ

منهُ ، كما تمنعُ الحريمُ

وَهَلْ يُسَاوِيهِمُ قَرِيبٌ؟

أمْ هَلْ يُدَانِيهِمُ حَمِيمُ؟

و نحنُ في عصبة ٍ وأهلٍ ،

تَضُمّ أغْصَانَنَا أُرُومُ

لمْ تتفرقْ بنا خؤول ،

في جذمِ عزٍّ ، ولا عمومُ !

سَمَتْ بِنَا وَائِلٌ، وَفَازَتْ

بالعزِّ أخوالنا " تميمُ " !

ودادهم خالصٌ ، صحيحٌ ،

وعهدهمْ ثابتٌ ، مقيمُ !

فذاكَ منهمْ بنا حديثٌ ،

وَهْوَ لآبَائِنَا قَدِيمُ

نَرْعَاهُ، مَا طُرّقَتْ بِحَمْلٍ

أنثى ، وما أطفلتْ بغومُ

نُدْني بَني عَمّنَا إلَيْنا،

فَضْلاً، كمَا يَفْعَلُ الكَرِيمُ

أيدٍ لهمْ ، عندَ كلِّ خطبٍ ،

يثني بها الفادحُ الجسيمُ !

وألسنٌ ، دونهمْ ، حدادٌ

لُدٌّ إذَا قَامَتْ الخُصُومُ

لمْ تَنْأ، عَنّا، لَهُمْ قُلُوبٌ،

وإنْ نأتْ منهمُ ، جسومُ

فلاَ عدمنا لهمْ ثناءً ،

كَأنّهُ اللّؤلُؤ النّظِيمُ

لقدْ نمتنا لهمْ أصولٌ ،

مَا مَسّ أعْرَاقَهُنّ لُومُ

تبقى ويبقونَ في نعيمٍ

مَا بَقيَ الرّكْنُ، وَالحَطِيمُ!