أيَا رَاكِباً، نَحوَ الجَزِيرَة ِ، جَسرَة ً
|
عُذَافِرَة ً، إنّ الحَدِيثَ شُجُونُ!
|
مِنَ المُوخَداتِ الضُّمَّرِ اللاّءِ وَخدُها
|
كَفيلٌ بحَاجَاتِ الرّجالِ ضَمِينُ
|
تحملْ إلى "القاضي" سلامي وقلْ لهُ :
|
ألا إنّ قَلْبي، مُذْ حَزِنتَ، حَزِينُ
|
و إنَّ فؤادي ، لافتقادِ أسيرهِ ،
|
أسِيرٌ، بِأيْدِي الحادِثَاتِ، رَهِينُ
|
أحاولُ كتمانَ الذي بي منَ الأسى
|
وَتَأبَى غُرُوبٌ ثَرّة ٌ وَشُؤونُ
|
بِمَنْ أنَا في الدّنيا عَلى السّرّ وَاثِقٌ،
|
و طرفي نمومٌ ، والدموعُ تخونُ
|
يضنُّ زماني بالثقاتِ ؛ وإنني
|
بسري ، على غيرِ الثقاتِ ، ضنينُ
|
لعلَّ زماناً بالمسرة ِ ينثني ؛
|
وعطفة َ دهرٍ باللقاءِ تكونُ
|
ألا لا يَرَى الأعداءُ فِيكَ غَضَاضَة ً،
|
فللدهرِ بؤسٌ ، قدْ علمتَ ، ولينُ
|
و أعظمُ ما كانتْ همومكَ تنجلي ،
|
وأصعبُ ما كانَ الزمانُ يهونُ
|
ألاَ ليتَ شعري ـ هل أنا الدهرَ ، واجدٌ ـ
|
قريناً ، لهُ حسنُ الوفاءِ قرينُ ؟
|
فأشكو ويشكو ما بقلبي وقلبهِ ،
|
كِلانَا، عَلى نَجوَى أخِيهِ، أمِينُ
|
و في بعضِ منْ يلقي إليكَ مودة ً
|
عَدوٌّ، إذا كَشّفتَ عَنهُ، مُبِينُ
|
إذا غَيّرَ البُعْدُ الهَوَى فَهَوَى أبي
|
حُصَينٍ مَنِيعٌ، في الفُؤادِ، حَصِينُ
|
فَلا بَرِحَتْ بِالحَاسِدينَ كَآبَة ٌ،
|
وَلا هَجَعَتْ لِلشّامِتِينَ عُيُونُ
|