أيها المبصر، الصحيح، السميع، أبو العتاهية

أيّها المُبصِرُ، الصّحيحُ، السّميعُ،

أنْتَ باللّهْوِ وَالهَوَى مَخدوعُ

كيفَ يَعْمَى عنِ السبيلِ بَصيرٌ

عَجَباً ذا، أوْ يَستَصِمّ سَميعُ

مَا لَنا نستَطِيعُ أنْ نجمعَ المَا

لَ، وَرَدَّ المَماتِ لا نَستَطيعُ

حُبِّبَ الأكلُ والشرابُ إلينَا

وَبِنَاءُ القُصُورِ وَالتّجْميعُ

وَصُنُوفُ اللّذّاتِ مِنَ كُلَ لَوْنٍ،

والفَنَا مُقْبلٌ إلينَا سريعُ

لَيْسَ ينجُو منَ الفَنَا فاجِرٌ لَبَّتْ

ولا السَّفلة ُ الدَّنيُّ الوَضِيعُ

كُلُّ حيٍّ سيطعَمُ الموتَ كَرهاً

ثُمَّ خَلْفَ المَمَاتِ يَوْمٌ فَظيعُ

كَيفَ نَلْهُو أوْ كيفَ نَسلو من العيـ

هُوَ مِنَّا مُرْجعٌ منزُوعُ

نَجْمعُ الفَانِي والقَليلَ منَ المَا

لِ ونَنْسَى الَّذِي إليهِ الرُّجُوعُ

في مَقامٍ، تَعشَى العُيونُ إلَيْهِ،

وَالمُلوكُ العِظامُ فيهِ خُضُوعُ