أحسِنْ بأيَّامِ العقيقِ وأطيبِ |
والعَيْشِ في أَظْلاَلِهِنَّ المُعْجِبِ |
وَمصيفِهِنَّ المُسْتَظِل بظِلهِ |
سِرْبُ المَهَا ورَبيعِهنَّ الصَّيبِ |
أُصُلٌ كبُرْدِ العصْبِ نيطَ إلى ضُحى ً |
عَبِقٍ بريحانِ الرِّياضِ مُطيَّبِ |
وظِلالِهِنَّ المُشْرِقاتِ بِخُرَّدٍ |
بِيضٍ كَواعِبَ غامِضَاتِ الأَكْعُبِ |
وأغنَّ منْ دُعْجِ الظِّباءِ مُربَّبٍ |
بُدلْنَ مِنْهُ أَغَنَّ غَيْرَ مُرَبَّبِ |
للهِ ليلتُنا وكانتْ ليلة ً |
ذُخِرَتْ لَنا بَيْنَ اللوى فَالشُّرْبُبِ |
قَالَتْ، وَقَدْ أَعْلَقْتُ كَفي كَفَّهَا: |
حلاًّ، ومَا كلُّ الحلال بطيِّبِ |
فنَعِمْتُ مِنْ شَمْس إِذَا حُجبَتْ بَدَتْ |
مِنْ نُورِهَا فكأنَّها لم تُحْجَبِ |
وإذا رنتْ خلتَ الظِّباءَ ولَدْنَهَا |
ربعيَّة ً واستُرضعتْ في الرَّبربِ |
إنْسيَّة ٌ إنْ حُصِّلتْ أنْسابُها |
جِنَّيَّة ُ الأَبَوَيْنِ مالَمْ تُنْسَبِ |
قدْ قُلتُ للزَّبَّاء لمَّا أصبحتْ |
في حدِّ نابٍ للزَّمانِ وَمخلبِ |
لِمَدِيْنَة عَجْمَاءَ قَدْ أَمْسَى البِلَى |
فيها خَطيباً بِاللسَانِ المُعْرِبِ |
فكأنَّماَ سكنَ الفناءُ عِراصَها |
أَوْ صَالَ فيها الدَّهْرُ صَوْلَة َ مُغْضِبِ |
لَكِنْ بَنُو طَوْقٍ وطَوْقٌ قَبْلَهُمْ |
شَادُوا المَعَالى بالثَّنَاءِ الأَغْلَبِ |
فَسَتَخْرَبُ الدُّنْيَا وأَبْنِيَة ُ العُلَى |
وقبابها جددٌ بها لمْ تخربِ |
رُفعتْ بأيَّام الطِّعان وغُشِّيتْ |
رقْرَاقَ لَوْنٍ لِلسَّمَاحَة ِ مُذْهَبِ |
يا طالباً مسعاتهمْ لينالها |
هَيْهَاتَ مِنْكَ غُبَارُ ذَاكَ المَوْكِبِ! |
أَنْتَ المُعَنَّى بالغَوانِي تَبتَغي |
أَقْصَى مَوَدَّتِها بِرأْسٍ أَشْيَبِ |
وَطِئَ الخطوبَ وكفَّ منْ غُلَوَائها |
عُمَرُ بنُ طوق، نجمُ أهل المغربِ |
مُلْتَفٌّ أَعراقِ الوَشِيج، إِذَا انْتَمَى |
يومَ الفَخارِ، ثريُّ تُرْبِ المنصبِ |
في معدِن الشَّرفِ الذي من حليهِ |
سُبكت مكارمُ تغلبَ ابنة ِ تغلبِ |
قدْ قُلتُ في غلسِ الدُّجى لِعِصابة ٍ |
طلبت أبا حفصٍ: مُناخَ الأركُبِ |
الكوْكبُ الجُشميُّ نصبَ عُيُونكمْ |
فاسْتَوْضِحُوا إيضاءَ ذَاكَ الكَوْكَبِ |
يُعطي عطاءَ المُحسنِ الخَضِل النَّدى |
عَفْواً ويَعْتَذِرُ اعْتَذَارَ المُذْنِبِ |
ومُرَحبٍ بالزَّائِرينَ وبشْرُهُ |
يُغْنيكَ عن أَهْلٍ لَدَيْه ومَرْحِبِ |
يغدو مُؤمِّلُهُ إذا ما حطَّ في |
أَكْنَافِهِ رَحْلَ المُكِل المُلْغِبِ |
سلسَ اللُّبانة ِ والرجاءِ ببابهِ |
كَتَبَ المُنَى مُمْتَدَّ ظل المَطْلَبِ |
الجدُّ شيمته وفيه فكاهة ٌ |
سُجُعٌ ولاجِدٌّ لمن لم يَلْعَبِ |
شَرِسٌ، وَيُتْبِعُ ذَاكَ لِينَ خَلِيقَة ٍ |
لا خيرَ في الصَّهباء ما لم تُقطبِ |
صُلبٌ إذا اعوجَّ الزمانُ ولم يكنْ |
لِيُلِينَ صُلبَ الخطبِ من لم يصلُبِ |
الودُّ للقربى ، ولكن عُرْفُهُ |
للأَبْعَدِ الأَوْطَانِ دُونَ الأَقْرَبِ |
وكذَاكَ عَتَّابُ بنُ سَعْدٍ أَصْبَحُوا |
وهُمُ زِمَامُ زَمَانِنا المُتَقَلبِ |
هُمْ رَهْطُ مَن أَمْسَى بَعيداً رَهْطُهُ |
وبنو أبي رجُلٍ بغيرِ بني أبِ |
ومُنافِسٍ عُمَرَ بنَ طوقٍ ما لهُ |
مِن ضِغْنِهِ غَيْرُ الحَصَى والأَثْلَبِ |
تَعِبُ الخلائق والنَّوالِ ولمْ يكنْ |
بِالْمُسْتَرِيحِ العِرْضِ مَنْ لَمْ يَتْعَبِ |
بِشحُوبِهِ في المَجْدِ أَشْرَقَ وَجْهُهُ |
لايَسْتَنِيرُ فَعَالَ مَنْ لَمْ يَشْحُبِ |
بَحْرٌ يَطِمُّ على العُفاة ِ وإِنْ تَهِجْ |
ريحُ السُّؤَالِ بِمَوْجِهِ يَغْلَوْلِبِ |
والشَّوْلُ ما حُلِبَتْ تَدَفَّقَ رِسْلُهَا |
وتجفُّ درَّتُها إذا لمْ تُحْلَبِ |
يا عَقْبَ طَوقٍ أيُّ عَقْبِ عشيرة ٍ |
أَنْتُمْ، ورُبَّتَ مُعْقِبٍ لَمْ يُعْقِبِ |
قَيَّدْتُ مِنْ عُمرَ بنِ طَوْقٍ هِمَّتي |
بالحُوَّلِ الثَّبتِ الجنان القُلَّبِ |
نَفَقَ المَدِيحُ بِبَابِهِ فَكَسَوْتُهُ |
عِقْداً مَنَ الياقُوِتِ غَيْرَ مُثَقَّبِ |
أولى المديح بأنْ يكونَ مُهذَّباً |
ماكانَ مِنْهُ في أَغرَّ مُهَذَّبِ |
غَرُبَتْ خَلائِقُهُ وأغرَب شاعرٌ |
فيه فأَحْسَنَ مُغْرِبٌ في مُغْرِبِ |
لمَّا كَرُمْتَ نطَقْتُ فِيكَ بِمَنْطِقٍ |
حقًّ فلم آثمْ ولم أتحوَّبِ |
ومتى امتَدَحْتُ سِواكَ كنْتُ مَتَى يَضِقْ |
عَنّي لَهُ صِدْقُ المقَالَة ِ أَكْذِبِ |