بوَّأتُ رحلي في المرادِ المقبلِ |
فرَتَعْتُ في إثر الغَمامِ المُسبَلِ |
منْ مبلغٌ أفناءَ يَعْربَ كلَّها |
إني ابتنيتُ الجار قبل المنزلِ |
وأَخَذتُ بالطولِ الذي لم يَنْصَرِمْ |
ثِنْيَاهُ والعَقْدِ الذي لَمْ يُحْلَلِ |
هَتَك الظَلامَ أبو الوليدِ بغُرَّة ٍ |
فتحتْ لنا بابَ الرجاء المقفلِ |
بأتمَّ من قمرِ السماءِ وإن بدا |
بَدْراً وأحسنَ في العُيونِ وأَجمَلِ |
وأجلَّ منْ قُسٍّ إذا استنطقتهُ |
رَأْياً وأَلْطَفَ في الأُمُورِ وأَجْزَلِ |
شَرْخٌ منِ الشَرَفِ المُنِيفِ يَهُزُّه |
هزَّ الصفيحة ِ شرْخُ عمْرٍ مُقبلِ |
فاسلَمْ لجدَّة ِ سؤْددٍ مُستقبلٍ |
أنفٍ وبُردِ شبيبة ٍ مُستقبَلِ |
كمْ أدَّتْ الأيامُ من حَدَثٍ كَفَتْ |
أيامُهُ حدثَ الزمانِ المعضِلِ |
لِلمَحمَلِ يَكْشِفُهُ ولَمْ يَبْعَلْ بِهِ |
والثقلُ يحملُه وليس بمُثقلِ |
والخَطْبُ أُمَّتْ منكَ أُمُّ دِماغِهِ |
بالقُلَّبِ الماضي الجِنانِ الحُوَّل |
ومَقامَة ٍ نَبْلُ الكَلامِ سِلاحُها |
للقولِ فيها غمرة ٌ لا تنجلي |
قَوْلٌ تَظِلُّ مُيُونُهُ مُنْهَلَّة ً |
سَمَّيْنَ بينَ مُقْشَّبِ ومُثَمَّلِ |
فرَّجْتَ ظلمتها بخطبة ِ فيصلٍ |
مثلٌ لها في الروعِ طعنة ُ فيصلِ |
جمعتْ لنا فرقُ الأماني منكمُ |
بِأَبَرَّ مِنْ رُوحِ الحَياة ِ وأَوصَلِ |
فَصَنِيعَة ٌ في يومها وصَنِيعَة ٌ |
قدْ أحولَتْ وصنيعة ٌ لم تُحْولِ |
كالمُزنِ منْ ماضي الربابِ ومُقبلٍ |
مُنْتَظَّرٍ ومُخَيم مُتَهلِلِ |
لي حرمة ٌ والتْ عليَّ سجالكُمْ |
والماءُ رزقُ جمامِه للأولِ |
إِنْ يَعْجُبِ الأَقْوامُ أَني عِندُكمْ |
والمَاءُ دُونَ ذِي رَحِمٍ بها مُتَوَسلِ |
فبنو أمية الفرزدقُ صنوهُم |
نَسَباً وكانَ وِدَادهُم في الأَخطَلِ |