تقي جمحاتي لستُ طوعَ مُؤنِّبي |
وليس جَنيبي، إِنْ عَذَلْتِ، بِمُصْحِبي |
فلم تُوفدي سُخطاً إلى مُتنصِّلٍ |
ولمْ تُنزلي عتباً بساحة ِ مُعتبِ |
رَضِيتُ الهوى والشَّوْقَ خِدْناً وصاحِباً |
فإِنْ أَنتِ لَمْ تَرْضَيْ بِذَلِكَ فاغْضَبي |
تُصرِّفُ حالاتُ الفِراقِ مُصرَّفي |
على صَعْبِ حَالاتِ الأَسَى ومُقَلَّبِي |
ولي بدنٌ يأوي، إذا الحُبُّ ضافهُ |
إلى كبدٍ حرَّى وقلبٍ مُعذَّبِ |
وخُوطيَّة ٍ شَمْسِيَّة ٍ رَشَئِية ٍ |
مُهَفْهَفَة ِ الأَعْلَى رَدَاحِ المُحَقَّبِ |
تُصَدعُ شَمْلَ القَلْبِ مِن كل وِجْهَة ٍ |
وتشعبُهُ بالبثِّ منْ كلِّ مشعبِ |
بِمُخْتَبَلٍ سَاجٍ مِنَ الطَّرْفِ أحْوَرٍ |
وَمُقْتَبِلٍ صَافٍ مِنَ الثَّغْرِ أَشْنَبِ |
منَ المُعطياتِ الحُسنَ والمؤتياتهِ |
مُجلببة ً أوْ فاضلاً لمْ تُجَلْبَبِ |
لَو انَّ امْرَأَ القَيْسِ بنَ حُجْرٍ بَدَتْ لَهُ |
لما قال مُرّا بي على أمِّ جُندُبِ |
فتلكَ شُقُوري لا ارتيادُكِ بالأذى |
مَحَليَ إِلاَّ تَبْكُرِي تَتَأَوَّبِي |
أحاولتِ إرشادي؟ فعقلي مُرشدي |
أَمِ استَمْتِ تَأَديبي فَدَهْرِي مُؤَدبي |
هُمَا أَظْلَما حَالَيَّ ثُمَّتَ أَجلَيا |
ظَلامَيْهما عن وَجْهِ أَمْرَدَ أَشْيَبِ |
شجى ً في حُلوقِ الحادثاتِ، مُشرِّقٍ |
بهِ عَزْمُهُ في التُّرَّهَاتِ مُغَربِ |
كَأَنَّ لَهُ دَيْناً على كلّ مَشْرِقٍ |
من الأرضِ أو ثأراً لدى كلّ مغربِ |
رأيتُ لِعيَّاشٍ خلائقَ لمْ تكنْ |
لتكْمُلَ إلاَّ في اللُّبابِ المُهذَّبِ |
لَهُ كَرَمٌ لَوْ كَانَ في الماءِ لَمْ يَغِضْ |
وفي البَرْقِ ماشَامَ امْرؤٌ بَرْقَ خُلَّبِ |
أخُو أزماتٍ، بذله بذلُ مُحسنٍ |
إلينا ولكنْ عُذرُهُ عُذْرُ مُذنبِ |
إذا أمَّهُ العافونَ ألفوا حِياضهُ |
مِلاءً وأَلفَوْا رَوْضَهُ غَيْرَ مَجْدِبِ |
إِذَا قَالَ أَهْلاً مَرْحَباً نَبعَتْ لَهُمْ |
مِياهُ النَّدَى مِن تَحْتِ أَهْل ومَرْحَبِ |
يَهُولُكَ أَنْ تَلْقاهُ صَدْراً لِمَحْفِلٍ |
ونَحْراً لأَعْدَاءٍ وقَلْباً لِمَوْكِبِ |
مصادٌ تلاقتْ لُوَّذا بريودهِ |
قبائلُ حيَّيْ حضرموتَ ليعربِ |
بأروع مضَّاءٍ على كلّ أروعٍ |
وأَغْلَبَ مِقْدَامٍ على كلّ أَغْلَبِ |
كلوذهمُ فيما مضى منْ جدودهِ |
بِذي العُرْفِ والإِحْمَادِ قَيْلٍ ومَرْحَبِ |
ذَوونَ، قُيُولٌ لَمْ تَزَلْ كلُّ حَلْبَة ٍ |
تمزّق منهمْ عن أغرَّ مُحنَّبِ |
هُمَامٌ كنَصْلِ السَّيْفِ كَيْفَ هَزَزْتَهُ |
وَجَدْتَ المَنايا مِنْهُ في كل مَضْرِبِ |
تَرَكْتَ حُطاماً مَنكِبَ الدَّهْر إِذْ نَوَى |
زِحَامِيَ لَمَّا أَنْ جَعَلْتُكَ مَنْكِبِي |
وما ضيقُ أقطارِ البلادِ أضافني |
إِلَيْكَ ولكِنْ مَذْهَبِي فِيكَ مَذْهَبِي |
وأنتَ بمصرٍ غايتي وقرابتي |
بها وبنو الآباءِ فيها بنو أبي |
ولاغَرْوَ أَن وَطَّأْتَ أَكْنَافَ مرْتَعي |
لِمُهْملِ أَخفاضِي ورَفَّهْتَ مَشْرَبي |
فَقَوَّمْتَ لي مَا اعْوَجَّ مِنْ قَصْدِ هِمتَّي |
وبيَّضتَ لي ما اسودَّ من وجهِ مطلبي |
وهاتا ثيابُ المدحِ فاجرُرْ ذُيولها |
عليكَ وهذا مركبُ الحمدِ فاركبِ |