طولُ التعاشرِ بينَ الناسِ مملولُ
|
ما لابنِ آدمَ إن فتشْتَ معقولُ
|
للمَرْءِ ألْوَانُ دُنْيَا: رَغْبَة ً وَهوًى ،
|
وعقلهُ أبداً ما عاشَ مدخُولُ
|
يا راعيَ النّفسِ لا تُغْفِلْ رِعايَتَها،
|
فأنتَ عن كلّ ما استرْعَيتَ مَسؤولُ
|
خُذْ ما عرفتَ ودعْ ما أنتَ جاهلُهُ
|
للأمْرِ وَجهانِ: مَعرُوفٌ، وَمَجهولُ
|
وَاحذَرْ، فلَستَ من الأيّامِ مُنفَلِتاً،
|
حتى يغُولَكَ من أيامِكَ الغُولُ
|
والدائراتُ بريبِ الدهرِ دائرة ٌ
|
والمرءُ عنْ نفسهِ ما عاشَ مختولُ
|
لن تستتم جميلاً أنتَ فاعلهُ
|
إلاّ وَأنتَ طَليقُ الوَجْهِ، بُهلولُ
|
ما أوْسَعَ الخَيرَ فابْسُطْ راحَتَيكَ به،
|
وكُنْ كأنّكَ، عندَ الشّرّ، مَغلُولُ
|
الحَمْدُ للّهِ في آجالِنا قِصَرٌ،
|
نبغي البقاءَ وفي آمالِنَا طُولُ
|
نعوذُ باللهِ من خذلانهِ أبداً
|
فإنَّما الناسُ معصومٌ ومخذولُ
|
إنّي لَفي مَنزِلٍ ما زِلْتُ أعْمُرُهُ،
|
على يقيني بأني عنهُ منقُولُ
|
وَأنّ رَحْلي، وَإنْ أوْثَقْتُهُ، لَعَلى
|
مَطِيّة ٍ، مِنْ مَطايا الحَينِ، محمولُ
|
ولو تأهبتُ والأنفاسُ في مهلٍ
|
والخيرُ بيني وبين العيشِ مقبولُ
|
وادي الحَياة ِ مَحَلٌّ لا مُقامَ بِهِ،
|
لنازِليهِ، ووادي المَوْتِ مَحْلُولُ
|
والدارُ دارُ أباطيلٍ مشبهة ٍ
|
الجِدُّ مُرٌّ بها، وَالهَزْلُ مَعسُولُ
|
وَليسَ من مَوْضعٍ يأتيهِ ذو نَفَس،
|
إلاّ وَللمَوْتِ سَيفٌ فيهِ مَسْلُولُ
|
لم يُشْغَلِ الَمْوتُ عَنّا مُذْ أعِدّ لَنا
|
وكُلّنا عَنْهُ باللذّاتِ مشَغولُ
|
ومنْ يمتْ فهوَ مقطوعٌ ومجتنبٌ
|
والحَيُّ ما عاشَ مَغشِيٌّ، وَمَوْصُولُ
|
كلْ ما بدَا لك فالآكالُ فانية ٌ
|
وَكُلُّ ذي أُكُلٍ لا بُدّ مأكُولُ
|
وكل شيءٍ من الدنيَا فمنتقضٌ
|
وكُلّ عَيشٍ منَ الدّنْيا، فمَمْلُولُ
|
سُبحانَ مَنْ أرْضُهُ للخَلْقِ مائِدَة ٌ،
|
كلٌّ يوافيهِ رزقٌ منهُ مكفولُ
|
غَدّى الأنَامَ وَعَشّاهمْ، فأوْسَعَهم،
|
وفضلهُ لبُغاة ِ الخير مبذولُ
|
يا طالِبَ الخيرِ ابشرْ واستعدَّ لهُ
|
فالخيرُ أجمعُ عند اللهِ مأمولُ
|