أهلَ القُبورِ عليكُمُ منّي السّلامْ،
|
إنّي أُكَلّمُكُمْ وَلَيسَ بكم كلامْ
|
لا تحسبُوا أنَّ الأحبة َ لم يسُغْ
|
منْ بعدِكمْ، لهمُ الشّرابُ وَلا الطّعامْ
|
كَلاّ لَقَدْ رَفَضُوكُمُ، وَاستَبدَلوا
|
بكُمُ، وَفَرّقَ ذاتَ بَينَكُمُ الحِمامْ
|
والخلقُ كُلهمُ كذاكَ وكُلُّ مَنْ
|
قدْ ماتَ ليسَ لهُ علَى حيٍّ ذِمامْ
|
ساءَلْتُ أجداثَ المُلوكِ، فأخْبَرَتْـ
|
ـيَ أنّهُمْ، فيهِنّ أعضاءٌ وَهَامْ
|
للهِ ما وارَى الترابُ من الألى
|
كانوا الكِرامَ هُمُ، إذا ذُكرَ الكرامْ
|
لله ما وارى الترابُ منَ الأُلى
|
كانُوا وجارُهُمُ منيعٌ لا يُضامْ
|
يا صاحِبَيّ! نَسيتُ دارَ إقامَتي،
|
وَعَمَرْتُ داراً ليسَ لي فيها مُقامْ
|
دارٌ يُريدُ الدّهْرُ نُقْلَة َ أهْلِهَا،
|
وكأنَّهُمْ عمَّا يُرادُ بهمْ نِيامْ
|
ما نِلتُ منهَا لذَّة ً إلا وقدْ
|
أبَتِ الحَوادِثُ أنْ يكونَ لهَا تَمامْ
|