وتقول طَوْراً: ذا فتى ً غَزِلٌ مَنْ غائبٌ في الحبّ لم يَؤبِ
|
لا شيءَ يرقبُهُ سوى العطبِ
|
من حبّ شاطرة ٍ رمَتْ غَرَضاً
|
قلبي ، فمن ذا قالَ لم تصبِ ؟!
|
البدْرُ أشْبَهُ ما رأيتُ بها
|
حين استوى ، وبدا من الحجُبِ
|
وابْنُ الرّشا لم يُخْطِها شَبَهاً
|
بالجِيد والعيْنينِ واللَّبَبِ
|
و إذا تسربلَ غيرَها ، اشتملتْ
|
ورْدُ الحواشي، مُسبَلَ الذنبِ
|
فتقولُ طوْراً : ذا فتى ً هتفتْ
|
نفسُ النّصيحِ به ، فلم يُجبِ
|
وُدٌّ لعصبة ِ ريبة ٍ ، مُجُنٍ ،
|
أعدى لمن عادَوْا من الجربِ
|
شُنعِ الأسامي، مُسبِلي أُزُرٍ،
|
حُمْرٍ تمسُّ الأرضَ بالهدُبِ
|
متَعطّفينَ على خناجرهمْ ،
|
سُلُبٍ لشُرْبِهِمْ من القِرَبِ
|
و إذا همُ لحديثهمْ جلسوا ،
|
عطفوا أكُفَّهمُ على الرّكبِ
|
و تقول طوْراً : ذا فتى ً غَزِلٌ
|
بادي الدّماثَة ِ، كاملُ الأدبِ
|
صَبٌّ إلى حَوْراءَ يمنعهُ
|
منها الحيا ، وصيانة ُ الحسبِ
|
فكلاهما صَبٌّ بصاحبهِ
|
لو يستطيعُ لطار من طربِ
|
فتواعد يوماً ، وشأنهما
|
ألاّ يشُوبا الوعْدَ بالكَذِبِ
|
فغدتْ كواسطَة ِ الرّياضِ إلى
|
موعُودة ٍ تمْشي على رُقُبِ
|
و غدا مُطَرَّقة ً أناملهُ
|
حلوَ الشّمائلِ، فاخِر السّلُبِ
|
منْ لم يُصِبْ في الناس يوْمئذٍ
|
من ريحه إذ مرَّ لم يَطِبِ
|
لا، بل لها خُلُقٌ مُنِيتُ به،
|
ومَلاحَة ٌ عَجَبٌ من العَجَبِ
|
فالمُستعانُ الله في طلبي
|
منْ لستُ أدرِكُهُ عن الطّلَبِ
|
ما لامني الإنسانُ أعشقهُ
|
حتى يعَيِّرَهُ المعيِّرُ بي
|