قد أغتدي، والليل في إهابه، أبو نواس

قدْ أغْتَدي، والليلُ في إهابِهِ،

أدْعجُ ما جُرِّدَ من خِضابهِ

مُدَثَّرٌ لم يَبْدُ من حِجابِهِ،

كالحبشيّ انْسَلّ من ثيابِهِ

بهيكل قوبل في أنسابهِ ،

مرَدَّدُ الأعْوَجِ في أصْلابهِ

يَهديه مثلُ العَقوِ في انتصابهِ،

وكاهلٍ وعنُقٍ يأبى بهِ

يصافحُ اللّدانَ من أضْرَابِهِ،

بوقِحٍ يقيه في انْسِيابهِ

نشا المطاريد، وحَدَّ نابهِ ،

عنّ لنا كالرّأل لا نرَى بهِ

ذُو حُوَة ٍ أُفرِد عن أصحابهِ،

يفري متان الأرض معْ سهابهِ

أطاعَهُ الحوْذانُ في إسرابهِ،

فقد رماهُ النَّحضُ في أقرابهِ

و الطّرْفُ قد زُمِّلَ في ثيابهِ ،

قائدُهُ من أرَنٍ يشقَى بهِ

قلنا لهُ عرِّهِ من أسلابهِ ،

فلاحَ كالحاجبِ من سحابهِ

أو كالصّنيعِ استُلّ من قِرابهِ،

فسدّدَ الطَّرق وما هاهَا بهِ

فانصاعَ كالأجْدَلِ في انصبابهِ ،

أو كالحريقِ في هشيمِ غابِهِ

ملتهِباً يستنّ في التهابهِ،

كأنّما البيداءُ من نهابهِ

فحازه بالرمْح في أعجابهِ،

شكّ الفتاة الدُّرّ في أحزابهِ