لنا خمرٌ ، وليسَ بخمر مخْلٍ ،
|
و لكن من نتاجِ الباسقاتِ
|
كَرائمُ في السماءِ، زَهيْنَ طولاً
|
ففاتَ ثمارُها أيْدي الجُناة ِ
|
قلائصُ في الرّؤوسِ لها ضُرُوعٌ
|
تدِرّ على أكفّ الحالِباتِ
|
صحائِحُ لا تُعَدّ، ولا نراها
|
عِجافاً في السنينَ الماحِلاتِ
|
مسارحُها المدارُ، فبطنُ جَوْخَى
|
إلى شَطّ الأُبُلّة ِ فالفُراتِ
|
تُراثاً عن أوائلِ أوّلينـا
|
بني الأحرار، أهْلِ المكرماتِ
|
تذُبُّ بها يدُ المعروفِ عنّا
|
وتصبرُ للحقوقِ اللاّزماتِ
|
فحينَ بدا لكَ السّرطانُ يتْلــو
|
كَواكِبَ كالنّعاجِ الرّاتِعاتِ
|
بَدا بينَ الذّوائبِ في ذُراهَا
|
نباتُ كالأكُفّ الطّالعاتِ
|
فَشُقِّقَتِ الأكفّ ، فخلتُ فيها
|
لآلىء َ في السّلوكِ مُنَظَّمَاتِ
|
و مازالَ الزّمانُ بحافَتَيْها
|
و تقليبُ الرّياحِ الــلاّقحاتِ
|
فعادَ زُمُرّداً، واخْضَرّ حَتّى
|
تخال به الكِباشَ الناطحاتِ
|
فلمّا لاحَ للسّاري سهيل،
|
قُبَيْلَ الصّبْح من وقتِ الغَداة ِ
|
بدا الياقوتُ، وانتسبتْ إليْهِ
|
بحُمْرٍ ، أو بصُفرٍ فاقعاتِ
|
فلمّا عاد آخرها خبيصاً ،
|
بعثْتُ جُنَاتها بمُعقَّفَاتِ
|
فضُمّنَ صَفْوُ ما يجْنونَ منها
|
خوابيَ، كالرّجالِ، مُقَيَّراتِ
|
وقلتُ: اسْتَعْجِلوا، فاسْتَعْجَلوها
|
بِضَرْبٍ بالسّياطِ مُحَدْرَجاتِ
|
ذوائبُ أمّها جُعلتْ سياطاً
|
تحثّ ، فما تناهَى ضارباتِ
|
فولّدَتِ السّيَاطُ لها هَديراً
|
كترجيعِ الفُحُولِ الهائجاتِ
|
فلمّا قِيلَ قد بلغتْ، ولَمّا،
|
وتوشكُ أن تقَرّ، وأن تُؤاتي
|
نَسَجْتُ لها عمائم من ترابٍ
|
و ماءٍ ، محْكَماتٍ مُوثَقاتِ
|
ستَرْتُ الْجَوّ خَوْفاً من أذاهُ
|
فباتَتْ من أذاهُ آمِناتِ
|
فلمّا قِيلَ قد بلغَتْ كشفْنا الـ
|
ــعمائمَ عن وجوهٍ مشْرِقاتِ
|
حساها كلُّ أرْوعَ، شَيْظَمـِيٍّ
|
كريمِ الْجَدّ، محمودٍ مُؤاتِ
|
تحية بينهم «تفديك روحي!»
|
وى خر قولهمْ " أفديك! هاتِ.."
|