وفتيـة كنجوم الليل أوجههم ، أبو نواس

وفتيَـة ٍ كنُجومُ الليْلِ أوجُهُهمْ ،

من كُلّ أغْيَدَ للْغَمّاءِ فَرّاجِ

أنْضَاءِ كأسٍ، إذا ما اللّيلُ جنّهُمُ

ساقتهُمُ نحوها سوْقاً بإزْعاجِ

طرَقْتُ صاحبَ حانوتٍ بهمْ سَحَراً،

واللّيْلُ مُنسدِلُ الظّلماءِ كالسّاجِ

لمّا قرعْتُ عليهِ البابَ، أوْجَلَهُ ،

وقالَ، بينَ مُسِرّ الخوْفِ والرّاجي:

" من ذا؟" فقلتُ:"فتى ً نادتهُ لذّتُه

فليْسَ عنها إلى شيءٍ بمُنْعاجِ

افتحْ!" فقَهْقَهَ من قولي وقال: لقد

هيّجْتَ خوْفي لأمرٍ فيهِ ابْهَاجي

ومرّ ذا فَرَحٍ، يَسْعى بمِسْرَجَة ٍ،

فاسْتَلَّ عذْراءَ لم تبرزْ إبهاجي

مَصونَة ً حجّبوها في مُخَدّرِها

عن العيونِ لكسْرى صاحبِ التّاجِ

يُديرها خَنِثٌ في لهوهِ ، دَمِثٌ

من نَسلِ آذين، ذو قُرْطٍ ودوّاجِ

يُزْهَى علينا بأنّ اللّيْلَ طُرّتُهُ،

و الشّمسَ غُرّتُهُ ، واللونُ للعاجِ

و الدّهرُ ليس بِلاقٍ شِعْبَ مُنْتَظِمٍ

إلاّ رَمَاهُ بتَفْرِيقٍ وإزْعاجِ