ومائِلِ الرّأسِ نشْوانٍ، شدوْتُ له:
|
وَدِّعْ لميسَ وَداعِ الصّارمِ اـلاّحي
|
فعالجَ النّفسَ كي يحْيا ليَفْهَمَهُ ،
|
و قال : أحسنْتَ قوْلاً غيرَ إفصَاحِ
|
فكادَ، أو لم يكدْ أنْ يسْتفيقَ لهُ،
|
و النفسُ في بحرِ سُكرٍ عَبَّ ، طفّاحِ
|
فقلتُ للعِلْجِ: علّلْني، فرُبّ فتى ً
|
علّلْتُه؛ فانثنى من نَشْوَة ِ الرّاحِ
|
من بنْتِ كرْمٍ، لها في الكأسِ رائحة ٌ
|
تحكي لمن نالَ منها ريحَ تُفّاحِ
|
نَفْتَضَّ بِكراً عجوزاً ، زانها كِبَرٌ
|
في زيّ جارية ٍ في اللهْوِ ، مِلحاحِ
|
حتى إذا الّليلُ غَطّى الصّبحُ مجْولَهُ ،
|
كمُطْلِعٍ وجْهَهُ من بين أشباحِ
|
نبَّهْتُ نَدْمانيَ الْمُوفي بذِمّتِهِ،
|
من بعدِ إتعابِ كاساتٍ وأقْداحِ
|
فقال: هاتِ اسقني ، واشربْ وغنّ لنا :
|
يادارَ شعْثاءَ بالقاعينَ ، فاسّاح
|
فما حسَا ثانياً، أو بعضَ ثالِثَة ٍ،
|
حتى استدارَ ، ورَدّ الرّاحَ بالرّاحِ
|