يا طيبنا بقصور القفص، مشرفة أبو نواس

يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً

فيها الدّساكِرُ، والأنهلرُ تطّرِدُ

لَمّا أخَذْنا بها الصّهباءَ، صافيَة ً،

كأنّها النّارُ وسطَ الكأسِ تتّقِدُ

جاءتْكَ من بيتِ خمّارٍ بطِينَتِها

صَفْرَاءَ، مثلَ شُعاعِ الشمس، ترْتعدُ

فقامَ كاغُصنِ قد شُدّتْ مناطِقُهُ

ظَبْيٌ يكادُ من التهْييفِ ينعقِدُ

فاسْتَلّها من فمِ الإبريقِ ، فانبعثت

مثلَ اللّسانِ جَـرَى واستمسك الجسدُ

والكأس يضحك في تيجانها الزبد

واللّيْلُ يجمعُنا، حتى بدا الأحَدُ

حتى بدَتْ غُرَّة ُ الإثْنَينِ واضِحَة ً،

والسّعدُ معترِضٌ، والطالعُ الأسدُ

وفي الثلاثاءِ أعْملْنا المطيّ بها،

صَهْباءُ، ما قرَعَتْها بالمزَاجِ يدُ

والأربعاءِ كسرنا حدّ سَورتها

ثمّ الْخَمِيس وصَلْنَاهُ بلَيْلَتِهِ

قَصْفـاً ، وتمّ لنَا بالجمْعة ِ العَدَدُ

يا حُسْنَنَا! وبحارُ القَصْفِ تَغْمرنا

في لُجّة ِ اللّيلِ، والأوتارُ تغْترِدُ

في مجْلسٍ حوْله الأشجارُ محْدِقة ً،

وفي جوانبِهِ الأنهارُ تطَّرِدُ

لا نَسْتَخِفّ بساقينَا لعِزّتِهِ،

و لا يردّ عليه حكمهُ أحَدُ

عند الأمير أبي عيسى الذي كمُلَتْ

أخلاقه، فهي كالأوْراقِ تُنْتَقَدُ