لا تبْكِ رَسْماً بجانبِ السّنَدِ،
|
ولا تجُدْ بالدموعِ للجَرَدِ
|
و لاتُعَرّجْ على مُعَطَّلَـتة ٍ
|
ولا أثافٍ خلَتْ، ولا وتدِ
|
ومِلْ إلى مجْلِسٍ على شَرَفٍ
|
بالكَرْخِ بين الحديقِ ، معتمَدِ
|
ممهَّدٍ صُفِّفَتْ نمارقُــهُ ،
|
في ظلّ كرْمٍ معرَّشٍ، خَضِدِ
|
قد لحفتْكَ الغصُونُ أرْدِيَة ً،
|
فيومُك الغضّ بالنعيم نَدي
|
ثمّ اصطبحْ من أميرة ٍ حُجِبتْ ،
|
عن كل عيْنٍ ، بالصّوْنِ والرّصَدِ
|
لم يرَهَا خاطِبٌ، فيُمنَعَها،
|
ولا دَعاهُ لها أخو فَنَدِ
|
محْجوبَـة ٌ ، في مَقِيلِ حوْبَتها ،
|
تسعينَ عاماً محْسوبة َ العَددِ
|
لم تعرف الشمسُ أنها خُلقتْ،
|
ولا اختلافُ الْحَرورِ والصَّرَدِ
|
بين فَسيلِ يحفّها خَضِـلٍ ،
|
وبينَ آسٍ بالرّيّ منْفرِدِ
|
في كلّ يومٍ يـظلّ قيّمُهـا
|
مكبَّلاً، كالأسيرِ، في صفدِ
|
مُزَمْزِماً حولها، ومُرْتنِماً،
|
يوجو بصَوْنٍ لها غِنى الأبـدِ
|
حتى بذلنا بعقرها مائة ً،
|
صفراءَ تبدو بكفِّ منتقِدِ
|