رب غزال كأنه قـمــر أبو نواس

رُبَّ غَزَالٍ كأنّهُ قَـمَــرٌ

لاحَ ، فجلّى الدجــونَ في البلَــدِ

سألْتُهُ الوصْلَ كيْ يجودَ بهِ،

فضَنّ عنّي به، ولم يَجُدِ

فقُلْتُ للظبْي في صُعـوبَتِهِ :

يا طيّبَ الروح، طيّبَ الجسَدِ

كم من أخٍ جادَ بالْوِصالِ، فما

أُحْبِلَ منْ وَصْلنا ولمْ يَلِدِ!

فقال: هَيْهاتَ ذا تُرَقّقُني،

ولن يَرِقّ الغَزالُ للأسَدِ

فقلتُ: دَعْنا، وقُمْ لنأخُذَها

ممّا تُزِفّ العُلوجُ بالعُمُدِ

من بنْتِ كرْمٍ، إذا تُصَفِّقُها

بماءِ مُزْنٍ رمتْكَ بالزّبَدِ

حتى إذا ما أتى صَدَرْتُ بهِ

عن كلّ واشٍ ، وعن ذَوي الحـسـدِ

أوْجَرْتُه القَرْقَفَ العُقارَ فَماا

نْتهيْتُ حتّى اتكَى على العَضُدِ

فقُمْتُ حتى حلَلْتُ مِـئْـزَرَهُ

منْهُ، وسوّيْتُ فَخْذَهُ بيدي

ثمّ اعتَنَقْنا ، وظَلْتُ ألثُمُـهُ

وثغْرُهُ مثلُ ساقطِ البرَدِ

فقامَ لمّا انجَلَتْ عَمايَتُهُ

حَليفَ حُزْنٍ ، مولّع الكـمـدِ