أرَبْعَ البـلى ! إنّ الخشـوعَ لَبـَـاد
|
عليكَ، وإنّي لم أخُنْكَ وِدَادي
|
و لا أدْرَأُ الضّـرّاءَ عـنْـكَ بـحِـيـلة ٍ
|
فما أنا منــها قَــائـلٌ لـسـُــعــادِ
|
و إن كنتَ مهجـورَ الفِـنا فَبمـا رمتْ
|
يدُ الدّهْرِ عن قوْسِ المنونِ فؤادي
|
و إن كنتَ قد بدّلْـتَ بؤسي بنعمــة ٍ ،
|
فقـد بُـدّلَتْ عيْــني قـذى ً بــرقـُــادِ
|
من الرَيح ما قامتْ، وإن هيَ أعصَفتْ
|
نهوُزٌ برأسٍ كالعَلاة ِ وهـادي
|
فكم حطَمَتْ من جَنْدلٍ بمفازَة ٍ،
|
وخاضَتْ كتيّارِ الفُراتِ بوَادِ
|
وما ذاكَ في جنبِ الأميرِ وزَوْرِهِ،
|
ليعْدلَ من عنْسي مدَبّ قُرادِ
|
رأيتُ لفضل في السماحـة ِ هِـمّـة ً ،
|
أطالتْ لعمـري غيظَ كـلّ جـوادِ
|
فتى ً لا تلوك الخمرُ شحمَة َ مالهِ،
|
و لـكـن أيـادٍ عُـوّدٌ وبــوادِ
|
تـرى الناس أفواجاً إلى بابِ دارهِ ،
|
كأنّهم رَجْـلاً دَبـى ً وجَــرادِ
|
فيومٌ لإلحاق الفقير بِذي الغِنى ،
|
ويـومُ رقـابٍ بوكِـرَتْ لـحَـصَـادِ
|
أظلّتْ عطاياهُ نِزاراً، وأشرفَتْ
|
على حِمْيَرٍ في دارِها ومُرَادِ
|
وكنّا، إذا ما الحائنُ الْجَدِّ غَرهُ
|
سَنى برق غـاوٍ ، أو ضجيـجُ رِعــادِ
|
تردّى له الفضلُ بن يحيَ بن خالدٍ
|
بماضي الظُّبى يزهاه طولُ نجادِ
|
أمامَ خميسٍ أُرْجُوانٍ كأنّهُ
|
فما هوَ إلاّ الدّهْـرُ يأتي بصرْفِـهِ ،
|
على كلّ مَنْ يَشْـقَـى بهِ ويُعـادي
|
سلامٌ على الدنْيـا ، إذا ما فُقِـدْتُمُ ،
|
بني برْمَـكٍ من رائـحـيـنَ وغـادِ
|
بفضلِ بن يحيَ أشرَقتْ سُبُلُ الهـدى
|
و أمّنَ ربّي خـوْفَ كـلّ بــلادِ
|
فدونكها يا فضلُ مني كريمة ً،
|
ثنَتْ لك عطفاً بعد عِزّ قيادِ
|
خليليَّـة ٌ فـي وزنـهـا قُـطُربــيّـة ٌ ،
|
نظائرُهَا عند الملوكِ عَتادي
|
وما ضَرّهَا أن لا تُعَدّ لِجرولٍ،
|
ولا الْمُزَني كعبٍ، ولا لزِيادِ
|