يا خليليّ قد خلعْتُ عذاري،
|
وبدَا ما أَكِنّ من أسْرَاري
|
فاشـربا الخـمـرَ ، واسقِيـاني سُلافاً ،
|
عُتّقتْ بين نَرْجسٍ وبَهارِ
|
لبثَتْ في دِنـانِها ألفَ شهـــرٍ ،
|
لم تُـقمّـصْ ، ولم تُـعَـذّبْ بنـارِ
|
نسجَ العنكـبـوتُ بيتـاً عليـهــا ،
|
فعلى دنّها دِقـاقُ الغُــبــارِ
|
فأتَى خاطبٌ مليحٌ إليها،
|
ذو وشاحٍ، مؤزَّرٌ بإزارِ
|
نَـقَـدَ المهـر ، ثمّ وَجَــاهــا،
|
فجَرَتْ كالعَقِيقِ والْجُلّنارِ
|
في أباريقَ، من لُـجينٍ حِسـانٍ،
|
كظـباءٍ سَكَـنّ عـرْضَ القِـفـارِ
|
أو كراكٍ ذُعـرْنَ من صَـوْتِ صَقرٍ
|
مُفزَعاتٍ، شواخصَ الأبصارِ
|
قد تحسّيْتُها على وجْهِ ساقٍ
|
خالـعٍ في هـوايَ كـلّ عِــذارِ
|
قـمـر يقْـمُـرُ الــديباجي بـوجْـهٍ ،
|
ضـوؤهُ في الدجى صبـاحُ النهارِ
|
يتثَـنّى كـأنّـه غـصْـنُ بــانٍ ،
|
مـيّـلَـتْهُ الـرّياحُ بــالأسْـحـارِ
|
بأبي ذاكَ من غَــزَالٍ غـريـرٍ،
|
في قباءٍ محلَّلِ الأزْرَارِ
|
كم شمَمْنا من خدّه الورد غضّاً
|
ومزَجْنَا رُضَابَهُ بعُقارِ!
|