ياعــارم الطـرف ! حيـثمـا نـظر أبو نواس

ياعــارِمَ الطّـرْفِ ! حيـثُمـا نـظرَ

أثّـر فيـه، وإنْ رأى حــجــرَا

مــالَقـيَ العـالمـون منـكَ ومــنْ

طَـرْفِـكَ مـا إنْ يُـعْــدّ مـن قُـبِرَا

أبوكَ بَدْرٌ تلوحُ غُرّتُهُ،

وأُمّـكَ الشّـمـسُ أنـتَـجَـا قَـمَــــرَا

فهل على مَن قتلتَ من حرَجٍ،

أم لسْتَ تدري، فتُخبرَ الْخَبَرا

عليْكَ أوْزَارُ مَنْ قتَلْتَ بِلا

شــكّ ، فـكُـنْ لـلـحِـسابِ مُـنْـتَظِـــرَا

وصاحِبٍ أطْلَقَتْهُ رَقْدَتُهُ

عـن غـيـرِ سُـكْــرٍ ؛ فهـبّ مـعـتـذرَا

نـازَعْتُـهُ الكـأسَ مـا أُفَـتِّرُهُ ،

كأسَ مُدامٍ ترى لها شرَرَا

مـثـل دمٍ الشـّــادنِ الـذبيـحِ ، إذا

مـا انْـسـابَ منـهُ عَـلأرْضِ أو قَطَـرَا

رَقّـتْ عن اللمـسِ ، فهْـيَ كـالقمـر الـ

ـطالعِ في الماء فاتَ من نَظَرَا

تقـولُ خـمـرٌ ؛ فحـيـن تُـحـدِرُهـا

من فمِ إبْرِيقِهَا، إذا انحَدَرَا

قـلتَ شـعـاعٌ ؛ فـكيْـفَ أشـربـهـا،

لوْ كانَ خمراً لأبرَزَتْ كَدَرَا

حتى إذا ذُقْتُها خَرَرْتُ لها،

بـعـد مـجـالِ الظـنــونِ ، مـنْـعَـفـِـرَا