قـل للعـــذول بحـانة الخـمــار، أبو نواس

قـلْ للعـــذولِ بحـانَة ِ الخَـمّــارِ،

و الشّرْبُ عند فصـاحـة ِ الأوْتــارِ :

إني قصَــدْتُ إلى فَـقِـيــهٍ عـالمٍ

متنسّكٍ، حَبْرٍ من الأحْبَارِ

مـتعمـّـقٍ فـي دِينـهِ مُـتَفَـقّــهٍ ،

متبصّرٍ في العلمِ والأخْبَارِ

قلت: النّبيـذ تُـحـلّه ؟ فأجاب: لا

إلاّ عُـقَـاراً تَـرْتـمـي بــــشَـرَارِ

قلتُ : الصلاة ُ ؟ فـقال: فرضٌ واجبٌ،

صَلِّ الصّلاة َ، وبِتْ حليفَ عُـقارِ

اجمعْ عليك صَلاة حوْلٍ كاملٍ

من فرضِ ليلٍ، فـاقْـضيـهِ بـنهــارِ

قلتُ : الصّـيامُ ؟ فـقـالَ لي : لاتَنـوِهِ

واشْدُدْ عُرَى الإفْطارِ بالإفطارِ

قلتُ: التصَدّقَ والزكـاة ُ ؟ فقـال لي:

شــيءٌ يُـعَـدّ لآ لَــة ِ الـشّـطّـارِ

قلتُ : المناسكُ إن حجَجتُ ؟ فقال لي:

هذا الفُضُولُ، وغاية ُ الإدبارِ

لا تأتِيَـنّ بــلادَ مـكّـة َ مـحـرِمــاً ،

ولَوَ انّ مكّة عنْد بابِ الدّارِ

قـلتُ : الطّغاة ُ؟ فـقال لي : لاتغزُهـمْ

ولَوَ انّهُمْ قَرُبُوا من الأنْبَارِ

سـالمـهـمُ واقتصّ مـنْ أوْلادِهِـمْ

إنْ كنْتَ ذا حَنَقٍ على الكفّارِ

واطعـنْ برمحِكَ بطنَ تلك وظهـرَ ذا

هذا الجِهادُ، فنعْمَ عُقْبَى الدارِ

قـلتُ: الأمانَة َُ هل تُرَدّ ؟ فقـال لي :

لا تَرْدُدِ القِطْميرَ من قِنطارِ

لاهُـمّ إلاّ أن تـكون مُـضَـمَّـناً

دَيْـناً لصاحـبِ حـانَـة ٍ خــمّـارِ

فارْدُدْ أمانَتَهُ عليْهِ، ودَيْنَهُ

واحْـتَلّ لذاكَ ، ولوْ بِبَـيْـعِ إزارِ

قـلتُ : اعـتَزَمتُ، فما تـرى في عازبٍ

متغرّبٍ، متقاربِ الأسْفارِ؟!

فأجابني: لك أنْ تـلَذّ بـزَنْيَـة ٍ

مـن جـارَة ٍ ، وتَـلوطَ بـابنِ الجـارِ

ودنَا إليّ وقال: نُصْحكَ واجبٌ

زَيّنْ خِـصالكَ هــذه بـقِـمـــارِ !