طربْتُ إلى الصَّـنْجِ والمِـزْهَـرِ،
|
وشُرْبِ المُـدَامَـة ِ بـالأكْــبَــرِ
|
وألقيْتُ عنّي ثيـابَ الـهُـــدَى ،
|
خيولٌ من الرّاحِ ما عُرّيَتْ
|
وأقبَلْـتُ اسحَبُ ذَيْـلَ المـجونِ،
|
وأمْـشي إلى القصْـفِ في مِـئْـزَرِ
|
ليالٍ أرُوحُ على أدْهَمٍ
|
كُمَيْتٍ، وأغدو على أشْقَرِ
|
خيـولٌ من الرّاحِ مـا عُـرّبَتْ
|
ليومِ رِهَانٍ ولم تُضْمَرِ
|
بـراقعُها من سَحيقِ العبيـرِ ،
|
ومن يـاسَمِـينٍ وسَـيْسَنْـبَــرِ
|
ذخائرُ كِسْرَى لأوْلادِهِ،
|
وغَرْسُ كرامِ بني الأصْفَرِ
|
غَـدا المشتـرون على أهْلِـها،
|
فقالوا: أتَيناكُم نَشْتَري
|
خيــولاً لكمْ قد أتَتْ فُـرَّهـاً ،
|
فـمـن بـيـنِ أحـوَى إلى أحْـوَرِ
|
فقالوا لهم: إنّما خَيْلُنَا
|
وغَرْسُ كرامِ بني الأصْفَرِ
|
ولا تحْـمِـلُ الـلِّـبْـدَ ، لكِنّهـا
|
خـيـولٌ لـكـلِّ فـتـى ً أزْهَــــرِ
|
وسِـيـمـا إذا أنْتَ بـاكـرْتَها ،
|
كمـثلِ دمِ الجـوْفِ في الأبْهَـرِ
|
مُشَعْشَعَـة ٌ من بنـاتِ الكُـرُو
|
مِ سالتْ نِـطافاً ، ولم تُعْـصَـرِ
|
عقيـلَة ُ شـيْخٍ من المُـشْـرِكينَ،
|
أتَتْنَا تَهَادَى من الكَوْثَرِ
|
ولوْنانِ لوْنٌ لها أصْفَرُ
|
ولوْنٌ على الماءِ كالعُصْفُرِ
|
لوَ انّ أبا مَعْشَرٍ ذاقَها،
|
لـخَـرّ صـريعاً أبو مـعْـشَـــرِ
|
وكـبّـرَ من طِـيبِها سـاعـة ً ،
|
وأمْشي إلى القصْفِ في مِئْزَرِ
|
فما برح القوْمُ حتى اشْتَرَوْا،
|
ومنْ يَـشْـتَرِ الرّاحِ لـم يـخسَرِ
|