ديارُ نَوارٍ، ما ديارُ نَوارِ،
|
كـسَـوْنَـكَ شَـجْـواً هـنّ منـه عَـوَارِ
|
يقولون في الشيبِ الوقارُ لأهْلِهِ،
|
وشـيـبي بحمـد اللهِ غيـرُ وَقَـارِ
|
إذا كنتُ لا أنفكّ عن طاعة ِ الهوَى ،
|
فـإنّ الهـوَى يرْمي الفتى بيَـوَارِ
|
فهـا إنّ قلـبي لا محـالة َ مـائلٌ
|
إلى رَشـإ يسْــعَى بـكـأسِ عُـقـارِ
|
شمـولٍ ، إذا شُـجَـتْ تقـول عـقيقـَة ٌ ،
|
تنـافَـسَ فيـها السّـوْمُ بيـن تِـجَـارِ
|
كـأنّ بقـايـا مـا عَـفَـا من حَـبابِها ،
|
تفاريقُ شيبٍ في سواد عذارِ
|
ترَدّتْ به ثمّ انْفرَتْ عن أديمه،
|
تفــرّيَ ليــلٍ عـن بيـاضِ نهـارِ
|
نعـاطيكـهـا كفٌّ كـأنّ بَـنَـانَها ،
|
إذا اعـْـتَـرَضَـتْهـا، العين صفّ مـدارِ
|
حلفْتُ يميناً بَرّة ً لا يَشُوبُهَا
|
فجَارٌ، وما دهري يمين فجارِ
|
لقد قوّمَ العبّاسُ للنّاسِ حجّهُمْ،
|
وساسَ برهْبَانيّة ٍ ووقَارِ
|
وعَـرَّفَـهُـمْ أعْـلامَـهُـمْ ، وأراهـمُ
|
منـارَ الهـدى مـوصُــولة ً بمَـنارِ
|
وأطْـعَـمَ حـتى مـا بمكّـة َ آكـلٌ
|
وأعْـطي عـطايَـا لم تكـنْ بـضمارِ
|
وحُملانُ أبنَاءِ السبيلِ تراهمُ
|
قَـطاراً ، إذا راحـوا أمـامَ قِـطـارِ
|
أبتْ لكَ يا عبّاسُ نفسٌ سخيّة ٌ
|
بزبرج دنيانا، وعتق نجارِ
|
وأنّـك للمـنـصـور، منصـورِ هاشمٍ
|
ومـا بعـده من غـاية ٍ لفـخـارِ
|
فجَـدّاكَ هذا خيـرُ قـحطـان واحـداً ،
|
وهـذا إذا مـا عُـدّ خـيـر نـزارِ
|
إليكَ غدتْ بي حاجة ٌ لم أبحْ بها،
|
أخاف عليها شامتاً فأداري
|
فأرْخِ عليها سِتْرَ معْروفِكَ الذي
|
سترْتَ به قِدْماً عليّ عُواري
|