لما رأيت الليل قد تشزرا أبو نواس

لَمّا رَأيْتُ اللّيْلَ قَدْ تَشَزّرَا

عنّي ، وعن معْرُوفِ صُـبْحٍ أسفَـرَا

كسَـوْتُ كفّي جُسْتُبَــانـاً مُـشْـعَـرَا،

فَرْوَة َ سِنْجاب، لُؤاماً، أوْبَرَا

تَـقي بَنَـانَ الكفّ ألاتخصُـرَا ،

وغمزة البـازي إذا مـاطَــفَـــرَا

قَسَمْتُ فيهِ الكفّ إلاّ الخنْصَرَا

أعــددتُ للبغْثَــانِ حتْـفــاً مُـمْقِـرَا

أبرشَ، بطنانَ الجناح، أقْمرَا،

أرْقَــطَ ، ضـاحي الـدّفتيـن، أنْـمرَا

كــأنّ شِـدْقَـيْـهِ ، إذا تـضَـوّرَا ،

صـدْغَـانِ مـن عَـرْعَـرَة ٍ تـفـطّـرَ

كأنّ عَيْنَيْهِ، إذا ما أثْأرَا،

فَصّانِ قُضّا من عَقِيقٍ أحْمرَا

في هــامَــة ٍ عَلـيـَـاءَ تهْــدي مِنْسَـرَا ،

كعطْفة ِ الجيمِ بكفّ أعْسَرَا

يقـولُ من فيها بعقْـلٍ فَـكّـرَا :

لـو زادَهَـا عـيْـنأً إلى فـاءٍ ورَا

فـاتصـلت بالجيـمِ كـانَتْ جعفـرا،

فالطّير يلقاهُ مِدَقّاً مُدْسِرَا