ونابهٍ في الهوى لنا ناسِ،
|
قَطّعَ لي بالهِجرَانِ أنْفاسي
|
لستُ لها واصفاً مخافة أنْ
|
يَعْرِفَ ما بي جماعَة ُ النّاسِ
|
أكـْثـرُ وصْـفي لهـا شكـايـة ُ مـَـا
|
فيـهـا قضـى الله لي على راسـي
|
يُـطـمْـعُـني لحـظُهـان ويـؤنِسُـني
|
بـاللفـظ منهـا فؤادُهـا الـقــاسـي
|
فصرتُ باللحظِ من مُعذّبتي،
|
واللفْظ بين الرجاء والياسِ
|
أسْـعَـدُ يـوْمٍ لهَـا حظيـتُ بـهِ
|
تحْسبَ أنّي لقولها ناسِ
|
لذالكَ اليـوم مـا حييتُ ، ومـا
|
ترْجمَ قولي سوادُ أنقاسي
|
تقولُ لي، والْمُدامُ مُرْسَلَة ٌ،
|
تُفيضُ حوْلي نفوس جلاّسي:
|
هل لك أن تطرُدَ النعاسَ فقد
|
طابَ انْضِوَاعُ المدام والآسِ
|
قلتُ لها : فـابتَدي وهـاتي ، فمـا
|
حسوْتِ منها فـإنـني حــاسِ
|
وغـايتي أن أنـالَ فضْـلَـتَـهـا
|
في الكأسِ من شُرْبِها أوِ الطاسِ
|
ثـمّ أظُـنّ الحِـذارَ نـبّـهَـهــا ،
|
وما بها قد أردتُ من باسِ
|
قالت: فدَعْ عنكَ الاحتِيالَ لما
|
أردْتَ سُكري له وإنْعاسي
|
أعْرَضْتُ عنها وقد فهمتُ لكي
|
ثـمّ دَعَـتْـها زقّـنـا ، فـمـجّ بـهـا
|
في الكأسِ راحاً كضَوْءِ مقباسِ
|
ثم تحسّتْ، حتى إذا شربتْ
|
نِصْفاً، كما قيسَ لي بمِقياسِ
|
نـازَعْتُـها الكأس ، فيه فضْـلتُهَـا،
|
ففزْتُ بالكاسِ بعد إمْراسِ
|
فكادت النّفسُ للسّرُورِ بها،
|
تخْـرُجُ بين المُــدام والكـــاسِ
|